رد: آية وعبرة
فكرة جميلة جزاك الله خير
(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين_ الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإن إليه راجعون_أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) سورة البقرة اية155
لفظ شئ يدل على تهوين الفاجعة الدال عليها الخوف والجوع ومابعدهما كما يدل على أن مايبتليهم به من ذلك هو هين فلايقاس بما يصيب به أهل عدوته من أهل الشرك والكفر والفسق إذا أخذهم بذنوبهم.
التفسير:
يقسم (دل على القسم:اللام في قوله:_ولنبلونكم) الله لعباده المؤمنين على أن يبتليهم بشئ من الخوف بواسطة أعدائهم وهم الكفار عندما
يشنون الحروب عليهم وباالجوع وَنَقْص مِنْ الْأَمْوَال " أَيْ ذَهَاب بَعْضهَا " وَالْأَنْفُس " كَمَوْتِ الْأَصْحَاب وَالْأَقَارِب وَالْأَحْبَاب "
وَالثَّمَرَات " أَيْ لَا تُغِلّ الْحَدَائِق وَالْمَزَارِع كَعَادَتِهَا وَكُلّ هَذَا وَأَمْثَاله مِمَّا يَخْتَبِر اللَّه بِهِ عِبَاده فَمَنْ صَبَرَ أَثَابَهُ وَمَنْ قَنَطَ أَحَلَّ بِهِ عِقَابه وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ" وَقَدْ حَكَى بَعْض الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَاد مِنْ الْخَوْف هَاهُنَا خَوْف اللَّه وَبِالْجُوعِ صِيَام رَمَضَان وَبِنَقْصِ الْأَمْوَال
الزَّكَاة وَالْأَنْفُس الْأَمْرَاض وَالثَّمَرَات الْأَوْلَاد وَفِي هَذَا نَظَرٌ وَاَللَّه أَعْلَم . كل ذلك لإظهار من يصبر على إيمانه وطاعة ربه بامتثال أمره
واجتناب نهيه ثم أمر رسوله بأن يبشر الصابرين وبين حال الصابرين وهي أنهم إذا أصابتهم مصيبة قالو إنا لله فله أن يصيبنا بما شاء لأنا
ملكه وعبيده وإنا إليه راجعون بالموت فلا جزع إذا ولكن تسليم لحكمه ورضا بقضائه وقدره ثم أخبر تعالى مبشرا أولئك الصابرين
بمغفرة ذنوبهم وبرحمة من ربهم وإنهم االمهتدون إلى سعادتهم وكمالهم .انتهى
[color="darkorange"]المرجع"تفسير ابن كثير-تفسير أيسر التفاسير لابى بكر الجزائري[/color
|