عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-08-2009, 09:35 AM   #8

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

شاكر النابلسي



الإسلام والعقل في معركة الأفكار
-1-
يبدو أن حركة التنوير العربية – الإسلامية، سوف تأتينا هذه المرة من المغرب العربي، كما سبق وجاءتنا من الأندلس. فبعد أن كان المشرق العربي هو مهبط الوحي ومكان ولادة الإسلام، فإن المغرب العربي (الجزائر، المغرب، تونس) سيكون منبع حركة الإصلاح الديني، وحركة التنوير العربية.. فمن الجزائر جاء إلينا محمد أركون ومالك بن نبي ومالك شبل وغيرهم، ومن المغرب جاء إلينا عبد الله العروي، وعبده الفيلالي الأنصاري، وطه عبد الرحمن، وكمال عبد اللطيف، ومحمد عابد الجابري. ومن تونس خرج لنا الطاهر عاشور، والعفيف الأخضر، ومحمد وعبد المجيد الشرفي، ومحمد طالبي، وغيرهم. ولكل واحد من هؤلاء أسهم كبيرة في دعوة الإصلاح الديني وحركة التنوير العربية، حيث أصبح المغرب العربي بدوله الثلاث يقود هذه الحركة، بعد أن كانت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في المشرق العربي متمثلة بمصر وبلاد الشام. ولكل هذا أسبابه وعوامله المنظورة وغير المنظورة. ولا شك، أن الحرية السياسية النسبية، وحرية التفكير، ونظام التعليم التقدمي بعد الاستقلال، وعلاقة المغرب العربي الثقافية المتينة بفرنسا، ووجود قادة سياسيين يؤمنون بالتنوير كالحبيب بورقيبة، كانت من ضمن الأسباب التي نقلت، مركز قيادة الإصلاح الديني والتنوير العربي- الإسلامي من المشرق العربي إلى المغرب العربي. وهذا لا يعني عدم وجود مفكرين تنويريين معاصرين في المشرق العربي، من أمثال فؤاد زكريا، ومراد وهبة، وجورج طرابيشي، وعزيز العظمة، وهاشم صالح، ونصر أبو زيد، وجلال صادق العظم، وعلي حرب، وغيرهم من الأحياء في المشرق العربي. -2-
ولا شك أن بُعد المغرب العربي الجغرافي عن الديكتاتوريات العسكرية في بلدان أخرى، ودعاوى القومية العربية التي قامت بها أحزاب مشرقية، وعلى رأسها حزب البعث في سوريا والعراق، وحركة القوميين العرب في بلاد الشام والخليج، وغيرهما من الأحزاب القومية الصغيرة، وبُعد المغرب العربي النسبي عن هذا الانهماك القومي، إضافة للانهماك الإسلاموي بفعل حركة الإخوان المسلمين والجماعات الدينية الأخرى، كان من الأسباب التي جعلت حركة الإصلاح الديني والتنوير العربي- الإسلامي أقوى بكثير مما هي في المشرق العربي، الذي كان لمدة نصف قرن، يركض خلف سراب قومي.
-3-
مالك شبل واحد من المفكرين التنويريين الجزائريين الداعين إلى الإصلاح الديني والنهضة الفكرية العربية. وقد أصدر حتى الآن ثلاثة كتب مهمة كان آخرها عام 2007 "الإسلام مشروحاً كما يراه مالك شبل" وقبل هذا كان قد أصدر كتابين: "بيان من أجل إسلام التنوير، 2004"، و "الإسلام والعقل: معركة الأفكار، 2005". وأهمية هؤلاء المفكرين في المغرب العربي الذين سبق واستعرضنا أسماءهم، أنهم في معظمهم مؤمنون ويعتبرون الإسلام ديناً كبيراً وعريقاً في تراثه الحضاري. وأنهم ينكرون الإرهاب والعنف على الإسلام. ويخلصون في دعوتهم هذه في الغرب وخاصة في فرنسا. ويحاولون في كل ما يكتبون الكشف عن آليات عقلانية لإعادة قراءة الإسلام من جديد. وهم من جانب آخر، ومعهم مالك شبل يعترفون بأن العرب الآن أمة متخلفة، وجاهلة، ومتعصبة، وذات أفق ضيق، لذا فهم جاؤوا لكي يوسعوا من أفق العرب ويدفعوا بهم إلى التقدم، والتسامح، واحترام الآخر.
والأمل كل الأمل بمفكري المغرب العربي، لكي يُخرجوا الإسلام من عنق الزجاجة، ويُخرجوا العرب من هذا الجُبِّ العميق الذي رموا فيه أنفسهم. ولا يمكن أن يكون الدين الذي أدخل العرب في التاريخ – كما قال هاشم صالح - قبل 15 قرناً، أن يكون هو نفسه الدين الذي أخرج العرب الآن من التاريخ. وعنق الزجاجة والجُبَّ هما تربية العرب على قراءة الإسلام من فوق التاريخ وليس من خلاله.
-4-
مالك شبل في كتابه المذكور يتمنى أن يكون بيننا فرقة ذات فكر نير، وحرية في التفكير، وأن يكون لدينا حكام كالخليفة المأمون والمعتصم والواثق. والمعتزلة كانوا – على عكس ما يتهمهم به الأشاعرة ( فرقة كلامية من أهل السُنَّة والجماعة، سموا بالأشاعرة، نسبة لأبي الحسن الأشعري 873-935م الذي كان من المعتزلة وتعلم منهم علم الكلام، ثم انشق عنهم في الأربعين من عمره) الذين قاموا بانقلاب فكري عليهم، ولم يخرجوا عن القرآن الكريم، وإنما كانوا مؤمنين به. وهم وحدهم من عرف وفهم روح القرآن الكريم. والتاريخ اليوم يعيد نفسه. فالإخوان المسلمون وكل الحركات الإسلاموية، أقرب للعامة من التنويريين المنعزلين والمتقوقعين داخل كتبهم، وندواتهم، ومواقعهم المحدودة على الإنترنت.
.
.
مقال صارخ .. !

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس