عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 04-09-2009, 04:52 PM   #576

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

بدرية البشر




«أخطيت يا محمد»!


بعد أخبار الساعة الثالثة فجراً، وفي خبر تعرض الأمير محمد بن نايف إلى محاولة اغتيال، بثت قناة العربية مشهد لقاء بين القائد الأب الملك عبدالله، والابن المسؤول الثاني للأمن محمد بن نايف، في حوار قصير صوتاً وصورة. هذا النقل السريع كان معالجة إعلامية حكيمة وغير مسبوقة. جاءت بمثابة رسالة يرسلها القائد لشعبه، لطمأنة الناس الذين استبد بهم القلق والخوف من تداعيات الخبر.

في لقاء الملك القائد وهو يستمع إلى تفاصيل الحادثة، سمعنا الملك في إطار من الحب والأبوة يقول: «لكنك أخطيت يا محمد»، ليعترف محمد بن نايف قائلاً: «الخطأ خطأي يا طويل العمر»! إذا كانت سلامة الأمير محمد من الاعتداء الآثم أعادت إلينا هدوءنا، فإن كثيراً منا لا يزال يعيش رعب سماعه الخبر، خبر اختراق مطلوب أمني لسيادة وأمن محصنين، وتفجير نفسه بتقنية متطورة خبيثة. والله وحده هو من لطف بالأمير ونجاه. ولهذا قال الحاكم الأول في بلادنا: «أخطيت يا محمد لأنك وثقت برجل مطلوب أمنياً وأدخلته مجلسك وأعطيته الأمان».

كلمة الملك عبدالله تجسدت كجرس إنذار حقيقي في وعينا، وتقول بأن المشهد مهما بدا مرعباً وسوداوياً ولو انتهى بسلام، فإنه لا يمنع من أن تقف منه موقفاً نقدياً موضوعياً، سواء كنا في موقع الاب أو الابن، المسؤول أو المواطن. فأين مكمن الخطأ؟ وكيف يمكن أن تكون المراجعات في موقع مثل هذا؟

إن هذه الفئة التي لم يجرؤ الخطاب الديني والرسمي على تعريفهم سوى بالفئة الضالة، وتسمية مسجونيهم بالموقوفين، يتحملون مسؤولية سفك دم 1256 إنساناً وآلاف الجرحى في السعودية في 30 هجوماً بين العام 2003 والعام 2006. وعلى رغم هذا ظلوا توصيفياً مجرد فئة ضالة، ويُفتح لتوبتهم باب لا ييأس من عودتهم وهدهدتهم وإغرائهم، فلماذا كل هذا؟

هؤلاء رفعوا السلاح وسفكوا الدماء، بحجة أنهم يريدون أسلمة مجتمع تتجاوز عدد المساجد فيه الاثنين وسبعين ألفاً، منها ثلاثة عشر ألف جامع، ترصد فيها الجوائز الكبرى لعلوم القرآن والسنة وتحفيظ القرآن. مجتمع خال من البارات وصالات القمار والملاهي الليلية والدعارة المرخصة والسينما والمسارح والاختلاط. فعن أي إسلام يتحدثون؟ حملتهم يقودها شباب لا يتجاوز الواحد فيهم العشرينات عند انتحاره. شباب غُيّب في مجاهل التطرف، وسقي مبادئ العنف والدعوة بالسلاح، إنهم تماماً مثل شباب غيّب عقله بالمخدرات، وما زلنا نظن أننا قادرون على التفاهم معه بالعقل وقاعدة من الأخلاق الرحيمة. لكن المبدأ العاقل يقول انك لا يمكن أن تخاطب عقل من لا عقل له. ولا تكفي معه المناصحة العقلية التي لم تسفر إلا عن عناد وتصميم.

نحن اليوم أمام أزمة أخطرها التعدي على أمن الوطن، تقودنا مراجعتها إلى أبعد من هذا، إلى حدود التعليم والتربية والشارع والمجتمع، فمن أين نبدأ يا سمو الأمير رعاك الله وحفظك؟

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس