عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 12-09-2009, 03:06 PM   #600

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

عـبدالله منور الـجميلي

حتى لا نختزل ديننا ؟!

لم يكن الإسلام يوماً دين مَظْـهَـر وشَـكليات ولا دين كاهوتـيـة؛ بل كان وما يزال في تعاليمه الحقيقية دين ممارسة وتعامل صادق وأخلاق كريمة؛ فقد جاءت قوانينه منظمة بكل تسامح ولين للعلاقات البشرية على اختلاف أشكالها وأطيافها وحاجاتها؛ بل وحتى علاقات الإنسان بالحيوان والنبات والجماد.
وإطلالة سريعة على صفحاتٍ من تاريخ المسلمين في عهدهم المشرق المتسامح في أخلاقياتهم وممارساتهم التطبيقية للإسلام؛ تؤكد أن انتشار الإسلام وتأثر شعوب العالم به، واعتناقهم له لم يكن بسبب إعجابهم بالشكليات والمظاهر؛ فلم يتأثروا بثوب قصير أو لحية طويلة أو صلاة كثيرة أو خطبة منمقة مسجوعة؛ بل كانت مصداقية وأسلوب تعامل المسلمين قولاً وفعلاً في البلدان التي فتحوها أو زاروها دعوة أو تجارة هي المحفز والدافع الوحيد لدخول تلك الشعوب في دين الإسلام أفواجاً.
وعندما نطوي صفحات التاريخ ونعود إلى عصرنا الحاضر نجد أن الإسلام فُـُـرّغ من أهم مضامينه وأخلاقياته وهي الممارسة والتطبيق العملي المجتمعي؛ فخلال السنوات الماضية وبالعودة للمناهج الدراسية والخطب والمواعظ المنبرية والبرامج الإعلامية الدينية نلمس أنه تم اختزال الإسلام في ثلاثة أمور لا رابع لها: أولها العقيدة ووجوب تصحيحها بكلام مكرور مُـمِـلَ؛ لا لذاته وشواهده وأدلته -حاشا لله-؛ بل لأن مجتمعنا مجتمع توحيد وليس من عبّاد الأبقار أو الأشجار حتى يحتاج إلى هذا كله؟!
وثانيهما الشّـكْـلِـيات: فلا حديث بعد العقيدة إلا عن الثوب ووجوب تقصيره؟! واللحية وفريضة إعفائها وتطويلها؟! وشعر الرأس حلقه أو تقصيره أو قَـصَّـاته؟! ولا اعتراض على طرح هذه الأمور وأمثالها؛ ولكن النظر في التركيز عليها وتجاهل غيرها وكأن لا إسلامَ إلا بها!
وثالثها: المرأة التي أصبحت في قفص الاتهام تُـعَـامَـل بسوء الـظـن؛ وتُـواجَـه بقاعدة سَـدّ الذرائع؛ فَـكُـبَّـلَـت بالمحاذير والمحرمات؛ خوفاً من تجاوزاتها التي لن يمنعها إلا قيود مكانية تسجنها؛ أو خيمة سوداء تلبسها؟!
هذه التوجهات وتلك الممارسات كان لها سلبيات كبيرة على المجتمع؛ فقد حـوّلـت الإسلام في مجتمعنا من دين معاملة وتطبيق؛ إلى دينٍ فَـردي شكلي؛ الحكم فيه على الإنسان من شكله لا من عمله وأخلاقياته؛ والعبادات الفردية فيه هي الطاغية وعليها الحكم وبها التفاضل؛ فالحرص كبير على الصلاة، وتكرار الحج سنوياً حتى لو ضايق ذلك عموم المسلمين، وخالف الأنظمة!! وأن تكون نغمة الجوال أوصداه حديثاً أو دعاء أو آيات قرآنية فهذا من لوازم الشخصية الإسلامية في منظورها العرفي الحديث!
بينما غابت الدعوات الجادة والفاعلة إلى التطبيق العملي للإسلام بحسن الخلق وفقه التعامل العادل الصادق السّـمح بين الناس في البيت والمدرسة، وفي العمل تعاملاً وتنفيذاً وحرصاً على دقة الأداء والوقت، وفي جانب البيع والشراء ، وفي التعامل الإنساني مع غير المسلمين؛ بل كانت لغة الإقصاء حاضرة، وانتشر الظلم والنميمة والحسد، والجشع والاستغلال التجاري، وأصبحت السيادة والريادة للدخول في نيات البشر وتوزيع الاتهامات عليهم، وتبادل السب والشتم حتى بين بعض العلماء وعلى المنابر!!
أين التكافل الاجتماعي؟! أين الزكاة؟! وهل تصل لمستحقيها؟ لو كانت الإجابة بنعم لن نجد فقيراً واحداً! أين خدمة المجتمع؟ أين الحرص على الممتلكات والمال العام؟! أين حبّ الوطن؟! وهل نحن بهذه الممارسات مسلمون حقاً نطبق الإسلام بجانبه السلوكي العملي؟! يا هؤلاء لقد حدّد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الغاية الكبرى من رسالته ودعوته بقوله ((إنما بعثـت لأتمم مكارم الأخلاق))، ولكم أيضاً القول المأثور: (الدين المعاملة)؛ فهل نحن مدركون وفاعلون؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
هَــمْــسَــة شعرية إليك يا أحلى وأرق نسمة في الكون:
متَى ستعرفين كم أهـواك يا امرأة * أبـيـع من أجلـها الدنيـا وما فــيــهــا
يا من تحديـت فِي حبـي لها مُـدنـا * بِحـالِهـا وسأمـضــي فِي تَـحـديــهـا
لو تطلب البحـر فِي عينيك أسكبـه * أو تطلب الشمس فِي كفيك أرميهـا
أنا أحبـك فـوق الغيـم أكتبهـا * وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
أنا أحبـك فـوق المـاء أنقشهـا * وللعنـاقيـد والأقـداح أسقيهــا

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس