بين الوجود والعدم .. !
لحظة وفاصل رقيق جدا .. !
لا يدركه إلا من أقترب منه حتى رأى مدى هشاشة الوجود كله .. بعوالمه بأوهامه وطموحاته .. بتوقده و تحفزه و نشاطه بكل ما فيه .. !
لحظة .. فقط تمر يتمايل المكلوم .. معها ميلة شارب خمر وقد فقد كل إتزان تغنى به يوما ً.. !
لحظة تحطم كل الإيمان وكل الكفر وكل المبادئ وكل شيء على الإطلاق .. !
على عتبات مفاهيم العبث التي تحمل .. غير مفهومة على حتميتها .. وغير مقبوله وإن تغنينا بإذعاننا لها .. !
تبقى هي لحظة تتربع .. على عروش الأعمار .. والزمان لتتعسف .. بكل جبروتها .. وتعلن أنها سيدة اللحظات وليس لغيرها معنى .. !
من زاوية أخرى .. !
|
في تلك اللحظة تنكشف الستُر .. وتعي النفس جيداً كل المواعظ النبوية .. !
تكتشف أن كل ماكنت تسميه اهدافاً وطموحات لم تكن أكثر من تفاهات أشغلتك واستهلكت وقتك .. !
في تلك اللحظة تتهاوى كل المسلمات والشكوك معا .. لا يبقى منها شيء يستحق الإهتمام .. !
في تلك اللحظة تدرك أن الإنسانية التي يبحث عنها ..الجميع .. ليست سوى طور رذيل من أطوار الوجود .. !
في تلك اللحظة تشرئب .. الروح .. للقادم ولاتبالي بأي شيءٍ مر بها من قبل .. !
إنها على بعد لحظات من الحقيقة التي أشغلت الفلاسفة .. و .. حيرت العلماء .. وأطغت الشعوب على بعضها والبشر على بني جنسهم .. !
إنها الباب الذي تقف أمامه وأنت مدركٌ حينها للمرة الأولى في حياتك بأن الزيف كله خلفك .. والحقيقة المطلقة كلها أمامك فتذهب كل الشكوك وتتشبع للمرة الأولى باليقين الذي يغمر روحك .. !
سألوذ بالصمت المطبق .. !
لأن الكلام كله والوقت كله لايكفي للتعبير .. !