رواااااااااتب الاطبااااااااااااااااااااااااء
هذا اللقاء أجري مع د.السديري ونشر على مجلة الملتقى الصحي ...........
د.السديري:السعودي مطلوب والأمر ليس معجزة
في هذا العدد كان المسؤول هو الدكتور فهد السديري مدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية في الخارج، والمنصب رئيس اللجنة العليا لتعديل سلم الرواتب، فأهلاً وسهلاً بالضيف الكريم، وشكرًا له لتلبيته للدعوة وقبول المنصب.
تم تعيين الدكتور فهد السديري رئيس لجنة لتعديل سلم رواتب الأطباء وهي المسألة الشائكة.. ما هي أبرز القرارات الذي ستتخذها؟
- ستكون القرارات فورية وحاسمة، وهي ببسساطة، الأطباء العاملون في المؤسسات الصحية الأخرى كالتخصصي والعسكري والحرس الوطني يؤخذ المتوسط وكذلك العاملون في وزارة الصحة بالقطاعات الأخرى وتساوى فيها، ولا تحتاج إلى جهد كبير، فالطبيب السعودي والمتخرج يساوى بزميله الذي يعمل في التخصصي، وإذا علمنا أن التخصصي يعطي مميزات ورواتب وتدريس أطفال وإجازات مؤتمرات مدفوعة الثمن بتذاكر درجة أولى، فما يمنع المساواة في ذلك، لأن الطبيب إذا لم يكرم ويعطى حوافز جيدة لاينتج، ويبحث عن مصادر مالية أخرى وهذا ما نشاهده حاليًا، فقد يكون بالنسبة لي أمر سهل مساواتهم بزملائهم في التخصصات الطبية الأخرى دون تفرقة، ولأنهم كلهم يعملون تحت مظلة دولة واحدة وأمة واحدة فيجب ألا يكون هناك تفرقة.
ولكن الأطباء في الحرس الوطني والتخصصي يقولون نحن نعمل أكثر من العاملين في قطاع وزارة الصحة، فكيف يتم المساواة في الراتب؟
- قطاعات وزارة الصحة تعمل كما يعمل الآخرون، أعطهم مزايا كما تعطي الآخرين واطلب منهم، ما يمنع ذلك، ولكن أن يأخذ طبيب وزارة الصحة نصف أو أقل من نصف زميله الطبيب الذي يعمل في التخصصي والمنشآت الصحية الأخرى وبرامج التشغيل الذاتي، فهذا ليس بواقعية وإنصاف، فأعطهم ثم حاسبهم.
أنت كرئيس لهذه اللجنة ما الذي ستفعله حيال اللجنة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين منذ أكثر من عامين ولم تر نتائجها النور حتى الآن؟
- الغريب أن ولي الأمر يوجه ولم تنفذ منذ سنتين، فليست هي معجزات وإنما هي سهلة جدًا، فهي تحتاج إلى مبالغ إضافية وميزانية إضافية، ولكنها ستنعكس على المجتمع السعودي بكامله، لأن الأطباء السعوديين فئة قليلة، وعندما يدفع لهم الثمن الجيد يطلب منهم الخدمة الجيدة، وهم يعملون الآن ولكن مع عدم الشعور بالرضا عندما يوجد زملاء متخرجون من جامعة واحدة أو متدربون في بلد واحد، ويأتون فيتعين أحدهم في الصحة والآخر في منشأة أخرى، وتجد الفارق في الراتب كبير، هذا أمر لا يحتاج الإنسان ليبت فيه زمنًا طويلًا ويلت ويعجن، بأمر سريع وإصدار أمر لوزارة المالية لتحقيق هذه الرغبة.
ولكن اللجان تعتذر دائمًا أن وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية مازالت تضع بعض العقبات أمام تنفيذ مطالب وزارة الصحة؟
- لو لم يوجدوا هذه العقبات ما بقيت هذه المشكلة حتى اليوم.
قبل فترة وجيزة صدر قرار من وزارة الصحة بزيادة رواتب الأطباء غير السعوديين بنسب متفاوتة، وهذا أثار غضب الأطباء السعوديين حيث أنهم ينتظرون الزيادة من عدة سنوات ولم يأت شيء.. كيف تعالج المسألة وأنت رئيس اللجنة الآن؟
- سأوحد الإجراءات، فالطبيب السعودي مطلوب الآن من دول الجوار ومن الدول الخارجية، فالطبيب المتميز مطلوب، فلماذا أفرق بين الطبيب المتعاقد والطبيب السعودي، صحيح أن الطبيب الأجنبي لابد أن تعطيه ما يغريه أن يأتي ويعمل لديك، ولكن الطبيب السعودي كذلك، فلو كنت رئيسًا لهذه اللجنة سأجعل الراتب بالإنتاجية، أو أجعل كادرًا موحدًا، فجراح القلب ليس مثل الطبيب الاستشاري في طب الأسرة من حيث الجهد المبذول ولكن سأربط الإنتاجية بالمرتب.
معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع اقترح أن يتم التنسيق بين دول الخليج لمنع تسرب الكفاءات الصحية بين دول المجلس إلا بإذن الدولة.. هل ترى أن هذا الاقتراح يمكن تنفيذه؟
إذا تضافرت الجهود يمكن تنفيذه، ولكن المسألة ستظل عرضًا وطلبًا، فأنا لو كان لدي أطباء مميزون وعندي إمكانية لخدمة مجتمعي، فلماذا لا أعطيهم الرواتب الطيبة، وإنما تربطني بدولة قد لا تعطي رواتب بحجة أن عندها أنظمة بيروقراطية كثيرة فهذه قد تؤثر علي، وإنما توحيد سقف الرواتب مطلب جيد بقدر ما يستحقه الطبيب حسب تأهيله وتدريبه وتخصصه، لا ينبغي أن يقارن جراح القلب وجراح المخ والأعصاب وآخر في الجراحات الأخرى، نعم كل له جهوده ولكن تختلف أوضاعها.
أنت كرئيس لهذه اللجنة، عندما تحسن رواتب الأطباء، والأطباء دائمًا يتركزون في المدن الكبيرة.. ماذا ستفعل حيال الأطباء في المدن البعيدة والقرى والهجر؟
- هذه مشكلة عالمية، دائمًا الأطباء المتميزون يتركزون في المدن الكبيرة، ومن ثم تليها المدن الصغيرة، والقرى لا يوجد فيها أطباء متميزون، فأنا لا أحتاج في قرية عدد سكانها ألفان أو ثلاثة أن أضع أطباء متميزين في جراحات معينة، ولكن أضع مستشفيات كما هو معمول الآن أو تسعى وزارة الصحة لتحقيقها الآن عن طريق الحزام الطبي للمستشفيات التخصصية في كل منطقة، فأربط مناطق متجاورة بعضها ببعض، وأجعل فيها مستشفيات متميزة أو مدن طبية تتوافر فيها الخدمات الأساسية مثل التعليم، التسوق البسيط، فأجعل الطبيب يعمل في بيئة إنتاجية، ليس أن أضعه في مستشفى متهالك وأطلب منه أن ينتج، فالأمور سهلة جدًا، فالدولة الآن تصرف المليارات وكلها متناثرة وعندما تجمعها تكون قوة ضاربة بإذن الله، فمثلاً المحيط قد يكون مائة كيلومتر، فما يمنع أن يأتي المريض من مائة كيلومتر، فنحن نستغرق من شمال الرياض لجنوبها ساعات خلال الزحام، فالمائة كيلو متر لا تعدو شيئًا، فلماذا أنا أشتت؟! أوحد الإجراءات وتنتهي هذه المشكلة بإذن الله.
وأنت في الاجتماع رفع أحدهم يده وقال لك يارئيس اللجنة نحن أطباء الامتياز خسفت رواتبنا إلى 40٪، بعد أن كنا نأخذ قرابة الـ 11 ألف ريال أصبحت 6 آلاف ريال.. ماذا ستفعل حتى تعالج المشكلة؟
- فورًا سأصدر قرارًا بإعادة الراتب كما كان، هؤلاء أطباء سهروا الليالي إلى أن تخرجوا، وطبيب الامتياز يعتبر طبيبًا، فلماذا هذا التصرف، وخاصة أن عدد الأطباء المتخرجين سنويًا قليل، فأعان الله متخذ هذا القرار على الحساب.
الآن الهيئة السعودية خرجت بمسمى طبيب متدرب، وأصبح خلال سنوات التدريب الخمس راتب مقطوع مقداره عشرة الآف وسبعمائة ريال، والحياة تزيد غلاءً وتزيد متطلباتها، ماذا ستفعل لتخدم هؤلاء؟
الطبيب عندما يتخرج يجب أن يكون له سقف أدنى، ومن ثم حسب التخصص الذي يتخصصه وحسب خبرته يزيد راتبه، فلابد أن أضع حدًا أدنى من الراتب لا أربطه بمدة معينة، وأنا لا أفهم من اتخذ هذه القرارات، كيف يفكر، فقد يكون له فلسفة معينة، ولكن لو كنت رئيسًا للجنة سأتخذ قرارًا لصالح الجميع.
كلمة أخيرة تحب أن تضيفها؟
أدعو للجميع بالتوفيق، وأن يعملوا بجد، فكثرة اللجان لا تأتي بنتائج، وكما يقال في العمل الإداري «إذا أردت أن تقتل فكرة كون لها لجنة» فيجب أن تتخذ قرارات سريعة حاسمة لأن الوضع لا يتحمل تأخيرًا، فهناك تضجر ينعكس على إنتاجية العاملين في القطاع الصحي مما يؤثر على الخدمة المقدمة للمواطنين، نفكر في هيئة خليجية أخرى لابد أن نتفق على ذلك.
|