[المسلم العربي]

شكراً على هذا الموضوع الذي يدعو للتفكر في أسباب تأخر الاستجابة والنصر..

ولا أستحق أن تخصني في موضوعك بذكر فما أنا إلا طالب جامعي مثلكم..

وقد ذكرت أهم النقاط التي تخص الدعاء في موضوعك لذلك سأقتصر على جانب الأسباب..

إن كنّا نريد لأمتنا العزة والسؤدد والوحدة والرقي الحضاري وإن أردنا رفع الظلم عن المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها وإذا كان هدفنا هو هداية شبابنا وفتياتنا وكبارنا وصغارنا إلى التزام احكام الدين واجتناب المحرمات فإن الدعاء بلا شك هو سبب في تحقيق هذه الأهداف ولكن لا يتكل على الدعاء ويهمل إتخاذ الأسباب الأخرى المادية والمعنوية كما تفضلت.
ولكي نستطيع تصور هذا الإرتقاء المنشود مما أصاب الأمة من إنحطاط وتفرق فعلينا أن نرجع إلى ما سجله التاريخ من تجارب في هذا المجال, وستجد أيها الفاضل أن أول سبب فعلي لإنتصار المسلمين والوصول إلى آمالهم هو الإيمان بالعقيدة الصحيحة من القرآن والسنة والإنطلاق منها ونشرها وتحقيق الولاء والبراء بأن يوالي المسلم من والى الله ويعادي من عادى الله وتطهير البلاد الإسلامية من الشركيات والإنحرافات الفكرية المنتشرة ومن بينها إستغلال البشر عبر الأفكار الباطلة وكبت الملاحدة والزنادقة ووضع حد لفسادهم, فهذا ما فعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الجيل القرآني الأول وخير القرون في هذه الدنيا وهم الذين ربّاهم خليل الله محمد عليه الصلاة والسلام بنفسه, فلم يحافظوا على ما بناه الرسول فحسب, بل فتحوا مشارق الأرض ومغاربها وحرروا البشرية من عبادة العباد إلى عبادة الله وحدة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام, وهكذا فعل المسلمون في كل عصر بزغ فيه نجم الإسلام من بعد الصحابة عليهم الرضوان وحتى خلافة العثمانيين, ولا ينبغي إستعجال النصر فقد كان الأقصى فيما مضى محتل في الحروب الصليبية في القرن الخامس والسادس الهجريين وكانت الفرق الباطنية الضالة مسيطرة على بعض الأقطار الإسلامية, ومع ذلك كانت جيوش الإسلام في الشام تقاتل الصليبيين لمدة تسعين عام حتى جاء النصر من الله عز وجل على يد الملك العادل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله الذي طهر الأمصار من الباطنية أولاً ثم تفرغ لإخرج الكفرة من ديار الإسلام وجعل كلمة الله عز وجل هي العليا.

الموضوع كبير والحديث ذو شجون, وأقترح على من يريد التوسع بعض الكتب الماتعة في هذا الموضوع:
-ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين؟ لأبي الحسن الندوي
-هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس, لماجد الكيلاني
-أيعيد التاريخ نفسه؟ لمحمد العبدة

وهي موجودة على الشبكة وفي المكتبات (غير جرير)

تحياتي وتقديري لك أخي متطلع