[الراقي]

للوهلة الأولى يشعر هذا الخبيرالنفسي برغبة في إغلاق عيادتهِ
فالزبونة الوحيدة لم تعد بحاجة للمواعيد...
فرغم أنهٌ يشعر بأنها سوف تكون بخير بعيداً عن جنونهِ إلا أنهُ يشتاقها جداً ..
72 وسبعون ساعة وهو يحاول جمع ما تبقى من الملفات والأوراق أوراقه هو وملفاتهِ التي طالما سجل عليها انفعالاتها و حزنها وفرحها لكن كلما وقعت بين يديه احدى الأوراق اخذ في قرائتها كأنه يقرأ للمرة الأولى ينظر اليها كما ينظر الأباء الكبار بإهتمام بالغ لشهادات النجاح لأحفادهم ..
هذه الفتاة هــي صنيعة الأقدار و مهنة هذا الرجل الذي يعشقها ..
كل الأشياء امامهٌ , خلفهٌ , كتبهٌ رسوماتهِ , الكرسي الوحيد التي كانت تجلس عليهِ ويقف هو بإهتمام بالغ ليستمع اليها , اللابتوب من نوع lg الذي طالما ابدت امتعاضها من شركتهِ المصنعة كل شئ حتى ولو كان بسيطاً لم يكن إلإ لها ...وهذه الحقيقة اصابتهِ بالفرح والحزن !
كان قليل الكلام معها , ومستمعاً جيداً لها ,وحين يتكلم فليتهٌ لا يتكلم , لكنها ترتاح لهُ ولكلماتهِ البسيطة جداً !
هو طبيبها الخاص والخاص جداً التي تتعرى أمامهٌ بكل هواجسها ومخاوفها واحتياجاتها و خذلانها و طموحاتها
وهــي كل شئ بالنسبة اليهِ ....
أمسك بالجوال ...كثيراً ما أمسك به اليوم وتراجع ....لا يعلم أهو الشوق والحنين أم الخوف عليها , أم هو محتاج لطبها ..يسأل نفسه هل هي بخير ؟
وما أن يتخلى عن فكرت الاتصال بها يهرول إلى البريد يفتش صندوق الوارد في جميع ايميلاته ويفتح الماسنجر هنا وهناك ..لا يعلم أيريد محادثتها أم الإطمئنان عليها ؟
كنتٌ محقاً في قسوتي عليك كنتٌ على حق ..كُنت أتصرف بمنطقية ..يحدث نفسه بصوت عالي حتى يرتاح أو يبرر..غير أنه لم يعد مهتماً اكان حقاً قسوتهُ أم باطلاً!!
يفتح موقع le monde ليتصفح بعض المقالات ااااه لافام فاتال مقال عن المرأة الخطرة أو الأنثى الأخطر ..يشعر بالضيق وتتلبسه حالة من التبلد أو الخمول أو الضياع ..يخرج سيجارة ويدخن بشراهة ويتمتم :انها خطيرة جداً حتى على نفسها ..كل الإلتزامات التي تلزم بها نفسها متعبة لها ..مشاعرها متعبة لها ,.انكساراتها ومستقبلها ...ورغم يقينه في نجاحها في كل الأمور إلا أن احساساً غريباً يسكنهٌ هذه اللحظة ..!
احتاج أن استمع للموسيقى أعلم بأني سوف أرهق نفسي لكن احتاج هذا الإرهاق ..
اممممم




يتبع ..