الموضوع: .. G .. !
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 09-10-2009, 03:06 AM   #34

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: .. G .. !

الصمت يملئ السيارة .. و .. الشباب الثلاثة يتحاشرون في المرتبة الخلفية .. و .. الغريب في الأمر أن الضخم ( سالم ) يتوسط ( هادي ) و ( حمد ) .. !
يكاد رأسه أن يحك في سقف السيارة .. لكنه مائل فقد أسرف في شرب المسكر فلم يعد يستطيع حمل رأسه .. !
.
.
- حمد مخاطب شوفير التاكسي : شغل المسجل عندك .. دبكات .. ؟ .. !
- مانع : أنت ما تشبع تونا طالعين من المرقص .. !
- حمد يغني بصوت منخفض : " لقعد لك ع درب أقعود حلوه يم أعيون السود " .. !
- هادي يخاطب حمد وهو يشعر بضيق المقعد الخلفي : بااااااااااااااااسس .. !
- مانع : أي فرق في أذهاننا بين القاع والقمة .. !
- هادي : حصة فلسفه .. !
- الشوفير : الآع أريب والإمه بعيده .. !
- مانع : و ليش ما تكون العكس .. !
- الشوفير : هيك بدو الزمن .. إنتو من السعوديه .. !
- مانع يهز رأسه : ليس بالضرورة أن تكون .. القمة .. أجمل شي في المكان فأنا أرى أن المكان الذي غادرناه للتو قمة العفانه .. !
- حمد : قصدك قمة الوناسه .. !
- الشوفير .. و .. لكي يوثق العلاقة مع الشباب يرميها حائرة بين الاثنين : والله صادق .. !
.
.
- يتحدث مانع للجميع دون أن يلتفت : أش رايكم نروح نفطر .. !
- سالم بلسان ثقيل : أبغى أنام .. !
- هادي : ما عليك منه رح يا معلم .. !
- الشوفير : تكرم عينك أحلى فطور أنا بصراحه بعرف ناس سعوديين من بيت " الشراري " خالد و نايف أصحابي بتعرفوهم .. ؟ .. !
- مانع بحكم انه في المقعد الأمامي : لا مانعرفهم .. !
- الشوفير : كانو هون من شي أسبوع وكنت اطلع معاهم يوميا .. !
- حمد بنوع من الدلاخه : وين تطلعون .. !
- الشوفير ضاحكا ً : ع القمة .. !
تلته ضحكات مانع .. !
.
.
بعد فترة علم الشباب أن هناك ملهى ليلي اسمه .. القمة .. !
.
.
قمة ماذا .. ؟ .. !
.
.
الطريق المؤدي إلى مساكن ( برزه ) يمر بدمشق القديمة بالجامع الأموي وسوق الحميدية .. لكنها لم تكن تعني لهم شيئا .. عندما حاذوا تمثال صلاح الدين أشار إليه السائق فلم يكلف الشباب أنفسهم عناء الإلتفات له .. !
.
.
يصل التاكسي إلى مطعم "مرطبات الإيمان" في رأس .. الاستيراد التحتاني .. من مساكن ( برزه ) .. !
المكان يعج بالأنفس .. و .. سيارات الخليجيين البعض منهم يمارس هواية التفحيط .. !
.
.
تخيلو المنظر .. العام .. !
.
.
سيارة تفحط مع ساعات الصباح الأولى .. على رصيف شارع ترتص ٍ عليه طاولات المطعم .. و .. مزدحم بالشباب الخارجين من السهرة يتناولون الفطور و هم سكارى يضحكون بشكل .. عشوائي .. !
يتساقطون من على الكراسي مغشيين من كثرة الضحك الصناعي .. تسيل الدموع من على الأوجان .. و يتناثر مضاغ الطعام من الأفواه .. !
.
.
هنا تتجلى بطرة الإنسان و شبعه في موائد الأطعمة المترفة الكاذبه .. !
و هناك على الرصيف المقابل كادح البشر .. يتسول الحياة .. يحمل فتات الأرغفة المتبقية لعلها تسد رمق جوعه .. !
.
.
في .. مرطبات الإيمان .. لا وجود للمؤمنين الباحثين عنه في حقيقته .. هو مجرد اسم لا يدل على طبيعة المكان .. فالإيمان شعور صادق يتملك الروح دون سواها .. !
.
.
من ضمن الأشخاص العاملين في المطعم .. شخصية الأرجوز .. خروف السكارى .. سمين ذو لحية شقراء كثة .. عريض المناكب كبير العظام .. يتمسخر الجميع عليه .. يقلد صوت النعجة .. و ينعتونه .. بالخروف .. يضفي على الطاولة نوع من الفكاهة.. و على محيط المطعم يستقبل الطلبات و يوصلها إلى أصحابها سواء على الطاولة أو في السيارة .. !
بل انه عامل جذب لزبائن والذين يأتون خصيصا .. للضحك عليه فهو من يتعمد أن يكون أضحوكة لذلك لا عتب على الضاحكين في وجهة .. و وجه الحياة الآخر هو من امتهان كرامة الإنسان .. !
.
.
يأتي الفطور إليهم بعد فاصل .. أرجوزي من السيد خروف .. يتناولونه وهم جميعهم صامتين في شبه حالة ذهول يمد ( مانع ) نظره إلى أبعد من كرش الخروف .. يشاهد الشارع المزدحم بالسيارات بعد الدوار الصغير يشاهد .. بوابة تدخل الآليات العسكرية وناقلات الجنود فيها .. !
يدور في ذهنه أكثر من سؤال .. لكنه .. يلتزم الصمت .. !
هو يعلم انه إذا تعاطى مع الوضع أو استفسر حول ما شاهدته عينه في غفلة السكارى انه بذلك ينتهك .. القاعدة الثانية .. من قواعد ( هادي ) .. و لكنه لم ينه بعد مغامرته في .. القاعدة الأولى .. فمازالت السفرية في أولها والابتعاد عن المناطق الشائكة أمر محبب في قرارات نفسه .. !
ينادي الشباب .. سائق التاكسي .. لتناول الفطور معهم على نفس الطاولة .. !

-يسأله ( حمد ) الذي يحب دائماً بناء العلاقات : أش اسمك .. ؟ .. !
- الشوفير : محسوبك أبو نضال .. !
حمد : و نعم .. !
الشوفير : الله محييك .. !

فجأة يتلازم احد السكارى في الطاولة المجاورة لطاولة الشباب .. مع .. احد المارة المتوجهين إلى أعمالهم مشيا ً .. على الأقدام .. تقبس أنوار ( مضاربه ) .. و يسمع الشاب أوسخ المسبات التي تطال حتى الذات الإلهية .. تعالى عما يقولون .. !

- يقوم سالم ليفرع يمسك به الشوفير قائلاً : ما دخلنا ما دخلنا .. !

يحاسب ( هادي ) المطعم ويتوجه التاكسي إلى الشقة .. التي .. كان (هادي) قد سكنها من قبل .. !
تفتح الباب .. الشغالة ( زهور ) المرسوم على ملامحها الاستيقاظ من النوم .. !

- أهلين فوتوا أهلين .. !

تتكون الشقة من غرفتين وصالة جلسة عربية ومطبخ و دورتين مياه يدخل ( مانع ) و ( هادي ) في غرفة و (سالم ) و ( حمد ) في غرفه .. !
يغلق ( هادي ) الستائر و يطفئ ( مانع ) النور و يتهاوون على الأسرة من دون حتى أن يبدلوا ملابسهم .. !
.
.
.. يتبع .. !
.
.
كناية عن مدى الإزعاج .. !

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس