(9)
(كنت رسـّاما ً )
كنت رساماً أرسم الصبح للصغيرات
كنت أرسم لهن زهوراً متفتحة
أجدهن مع بزوغ الشمــــس ..
قابعاتٍ خلف الــــنوافذ...
يرقباً البلابل بلهف ..
لتحكي لهن عن القرية ...
وبساتين القمح الحبلى بالندى ...
كنت أهديهن لوحاتي ..
كانت حياتي ردحاً من الرسومات
والوناً من الدموع الصامتة
يوم كان البكاء بصمت أشعارا مسافرة
كنت هنالك بين الميم والنون
أتذكر الحنين في عيني طفلة يافعة
كانت تخيط الفساتين بأناملها
من الصبح إلــى الغروب
ثم تبيعها لتشتري بها حممامات أسيرات
حتى تطلقها في الصباح بعيداً عن الأقفاص
كانت هذه هي رسالتها
ومدرستها وإرادتها
كنت ارسم لهن بلا ثمن
سوى الأمل الذي ابتاعه منهن
واليوم كم أنا أحتاج لفتاتٍ ترسم
أيتها الريحانة
نسائم الورد ..هي رسائلك
قطوف الكاذي ..هي أحرفك
قناديل الفل الجنوبي هي أنفاسك
المكتوبة بأحبار الذكريات التي لم تولد بعد
واليوم ها أنا ذا بــــــــين يديــك
أتوســــل إليــــــــــك ..
أرسمي لــي وهجاً من شــوق
وقناديل من مصابيــح مضيئة
تضئ سماء البحر المظلم
وتبعث الطمأنينة في قلوب المحاربين
لعلي أهدتي بها للشروق
حتى تحط عيناي في عيناك..
حتى تداعب أصابعي نقش الحناء
المرسوم في كفك المعطر
ارسمي لي حبيبتي