قبل أن أترجل من السيارة .. لبست النظارة الشمسية .. كانت الساعة الثامنة والنصف مساءا ! .. تلثمت بالشماغ .. وهذه هي الوظيفة الحقيقية للشماغ .. الإخفاء ! ..
إخفاء ملامح الوجه .. كما تفعل الكثر من الفتيات في مواقع التعارف .. تخفي كل شيء وتبقي القليل من صندحتها ( جبهتها ) وحواجبها المنمصة .. أو كما يفعل رجال المباحث .. حيث تجدهم آخر الليل متلثمين الأشمغة يلبسون النظارات الشمسية من ماركة ( police ) .. تماما أنا الان مثلهم في الهيئة .. متنكر بالزي السعودي البدوي الأصيل ! ..
بعد ان استعديت للمهمة السرية .. وهيأت نفسي لها .. نزلت من السيارة وعيوني تترقب كل شيء خصوصا الجيوب ذات الشعار الجانبي الخاص ..
عبرت الباب دون ان يوقفني رجل الأمن بحجة التنكر بشكل مريب فالكثير من الداخلين لا تظهر من ملامحهم إلا حدقات العيون فأنا لست اسثناءا عجيبا ! ..
صعدت الدرج وتوجهت للمكان الموصوف بحسب الإيميل الذي وصلني من صديق السوء .. وجدته .. تماما على الرف كما ذكر .. بعد دقائق من الاندهاش وفرصعة العيون .. سحبته واخفيته تحت ذراعي حتى لا يلحظه أحد .. نزلت الدرج في خطوتين .. الكاشير غير مشغول يا لحظي .. وضعته أمامه .. وحين رأه ظهرت على وجهه ابتسامة ساخرة لم يوفق في اخفائها .. طوط .. ظهر السعر .. كنت قد جهزت الفلوس حتى لا اقضي الكثير من الوقت في الصرف واخراج المحفظة .. في اللحظة التي تطبع فيها الفاتورة .. وقفت خلفي فتاة ولاحظت ما على طاولة الكاشير فضحكت وهمهمت لصاحبتها بصوت كافي لأسمعه " انظري للأحمق ههه " ..
حملت ما أتيت لأجله .. وأنا متوجه لصومعتي بعد نجاح مهمتي الشيطانية .. رحت أفكر في ردة فعل الكاشير والفتاة .. لم نحن كشعب دوما لا ننظر إلا للقشور ؟! ..
دائما ما تفضحنا سطحية التفكير والوعي التكراري الغالب وضحالة حدة الملاحظة الدقيقة للأمور والأحداث من حولنا ..
رواية سخيفة تفتقر للاحترافية تمنع من المكتبات لأن عنوانها لا يتلائم مع خصوصيتنا المتفردة ..
وفي المقابل .. تمرر الكثير من الكتب الفكرية التي تحمل من السطور ما قد ينسف حضارة كاملة .. لكنها السطحية في الثقافة والنمطية في الملاحظة ..
كل ما هو متعلق بالجنس والعلاقات بين المراهقين فهو ممنوع ومحرم ومحاولة لتشويه صورتنا المحافظة النقية !.. أما ما عدى ذلك فلا ندري عنه لأننا لا نفهمه بكل بساطة ..
ما هو أشد فتكا على النشئ .. ما يعرض على القنوات الفضائية أم رواية نساء على خط الاستواء التي لا يقرأها سوى تسعة رجال وامرأتين من هذا الشعب ؟!
طيب .. ما مناسبة هذا الكلام .. وما سبب طرح هذه الأفكار .. هل تعلمون عن ماذا كانت مهمتي الشيطانية ؟ .. ماذا اشتريت ؟ .. انظروا بالأسفل لتعلمون عن ماذا اتحدث ..
الآن وقد وصلت للصومعة .. ساتمتع بشرب البيرة الخالية من الكحول وأنا اقرا هذا الكتاب حتى تفرج
ومن يدري .. فقد استفيد من التعاليم الخاصة بالحمقى ..
خصوصا ان الصيف قرب (؛