تااااااااااااااااااااااابع
المسألة السابعة: الغلو في الدين..
ص187:
السطر الأول: (مسألة الغلو معروفة بمصطلحات أخرى كالتطرف، والتشدد والإرهاب وغير ذلك..)..
تعريف الغلو في الدين:
الغلو اصطلاحاً: المبالغة في الأمر الشديد فيه بتجاوز الحد المشروع على سبيل التدين.
يشتمل الغلو في الدين على ثلاث أمور:
1ـالمبالغة والزيادة عن الحد.
2ـ الحد الذي هو مقياس للصواب هو الحد الوارد في الشرع.
3ـ تجاوز الحد المشروع بقصد التدين والتقرب إلى اللهU، باعتقاد أنه خير وإحسان.
إن المقياس الضابط لتحديد الغلو هو المقياس الشرعي..
ص188:
قال تعالى:)تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(.
أنواع الغلو:
الأول: الغلو الاعتقادي. وهو الغلو الواقع في كليات الشريعة.فالمراد بالاعتقادي: ماكان متعلقاً بالعقيدة وأساسياتها.
الثاني: الغلو العملي: هو مجرد ممارسة عملية خاطئة.
قال رسول اللهr:"أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"..
الفرق بين نوعي الغلو:
1ـ الغلو الاعتقادي يتعلق بالكفر، والغلو العملي متعلق بالسلوك.
2ـ الغلو الاعتقادي يتعلق بالمجموعات والفرق، والغلو العملي يتعلق بالأفراد.
3ـ الغلو الاعتقادي ضرره عام على الأمة، والغلو العملي ضرره مقتصر على الغالي وحده.
أسباب الغلو:
1ـ الجهل
ص190:
السطر الخامس: (الجاهل لا يعرف النصوص أو أكثرها، وإذا علم بعض النصوص لم يعرف معناها، وربما فهمها على غير وجهها الصحيح، وإذا فهم تلك النصوص لم يحسن الجمع بينها وبين النصوص الأخرى.)...
2ـ اتباع الهوى.
والهوى يدعو صاحبه إلى حب التفرد وعظمة الزعامة, قال تعالى:)أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ(.
3ـ التقليد والتعصب.
قال تعالى:)وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ(. وبعض الغلو يكون تقليداً لمن سبق من الشيوخ آو الآبآء والأجداد، وبعضه تعصب لمن وقعت محبته وتعظيمه عند أتباعه فهم موافقون له في كل رأي خطأ كان أو صواباً، ومتابعون له في كل فعل شراً كان أو خيراً، حتى يجعلون قوله ورأيه بمثابة الشرع المتبع.
4ـ المبالغة في الغيرة الإيمانية والحماسة الإسلامية..
كان رسول اللهrلا يغضب فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه قائمة. والمؤمن الحق يتأثر عندما يرى المنكرات شائعة،والمحرمات منتشرة، ويغار على حرمات الله، قال رسول اللهr:"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
السطر الحادي عشر: (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له قواعد وضوابط شرعية، وقد ذكر العلماء لذلك أربع مراتب:
1ـ أن يزول المنكر ويخلفه المعروف.
2ـ أن يقل المنكر ولا يزول كله.
3ـ أن يزول المنكر ويخلفه مثله.
4ـ أن يزول المنكر ويخلفه ما هو أعظم منه.
فالمرتبة الآولى والثانية مشروعة ومطلوبة.)..
السطر الثاني عشر: (الحماسة والغيرة وحدها لا تكفي بل لابد من الانضباط الشرعي ومراعاة تحقيق المصلحة.). وباقي الصفحة تقريهآ...
ص193:
علاج الغلو في الإسلام..
جانب الوقاية والحماية:
الوجه الأول: الاعتدال والوسطية في الإسلام.
الوجه الثاني: اليسر والسماحة في الإسلام. فال تعالى:)يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ(..
السطر السادس عشر: (وينبغي التنبيه على أن التيسير ليس هو الترخص والتفريط الناشئ عن عجز الناس وخور هممهم وضعف عزائمهم وقلة تعلقهم بأمر الله وثوابه سبحانه وتعالى، فإن ذلك عجز وليس يسراً...)..
ص195:
قال رسول اللهr:"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"..
الوجه الثالث: الاستقامة..
وهي ملازمة النهج الصحيح الذي ثبت بكتاب الله وسنة رسولهr..
قال تعالى:)فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مََعَكَ وَلا تَطْغَوْا(، أي لا تزيدوا عن الحد ولا تتجاوزوه حتى في معاملة الأعداء.
ص196:
جانب التحذير والنفير:
الأسلوب الأول: النهي عن الغلو عموماً، قال رسول اللهr:"إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها"..
الأسلوب الثاني: النهي عن الغلو في الشرائع السابقة..
وقال تعالى:)وَرَهْبَانِيَّة ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَليْهِمْ(.
وكما قال الرسولr:"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم".
الأسلوب الثالث: النهي عن الغلو في الأمور الصغيرة..
ورد النهي عن الغلو في صوره العامة كلها صغيرها وكبيرها لأن النهي عن الغلو في صغائر الأمور هو من باب أولى..
قال النبيr:"نعم بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين".
الأسلوب الرابع: بيان سوء عاقبة الغلو.
قال النبيr:"هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون".
بعض صور الغلو ومخاطرها.
الصورة الأولى: التكفير..
إن أعظم صور الغلو تكفير المسلم..
كما في قولهr:"من دعا رجلاً بالكفر أو قال : عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" أي رجع عليه ذلك الوصف.
وأخطار التكفير كثيرة منها/
1ـ أنه يؤدي إلى استحلال الدماء والأعراض والأموال.
2ـ أنه يؤدي إلى الخروج على الأئمة وقض الطاعة.
ص201:
3ـ إذهاب نعمة الأمن، ونشر الخوف وترويع الآمنين مع أن نعمة الأمن والرزق من أعظم المنن التي من الله بها على العباد.>> النقطة دي مهمة.
الصورة الثانية: التشديد والمبالغة في العبادة بتجاوز الحد المشروع.