للإعلام دوره البارز والحضاري الذي يجب أن يضطلع به.. فبكلمة صحفي أمين قد يكون كشفُ جريمةٍ كبرى أو صقفةٍ مشبوهة..أو فسادٍ يتوارى خلف مكاتب طُليت بالذهب والفضة بلا مقابل!
ولكن حين تتحول مهنة الصحافة والإعلام بشكل عام لسوق سوداء على حد: من يدفع أكثر؟ أو ماهو المقابل يا بيه ! فإنه يحق لنا حينها أن نصمهم بما ردده يوما مصطفى صادق الرافعي على كتَّاب زمانه" صعاليك الصحافة" وأن نحث في وجوههم "التفلان" مع بهارات" من "أوصاف" هي بهم أليق وأعلق..كـ"خونة الكلمة" و"بياعو الضمير" في حراج "قل لي كم تدفع أنشر لك ما تريد" أو " كيف أحق الحق وثمنه ذهاب الكرسي" ، وإن اتبعنا ذلك فـ"تفلنا" في وجوههم، و"أبلعناهم" أحذية أسيادهم من حملة الكلمة الصادقة فإننا ومع ذلك لم نوفيهم حقهم الذي أهم أهله، وكما قال علي الطنطاوي: أن اللغة العربية لا تستوعب كلمات الدناءة لتعبر عن أمثال هؤلاء!
إن إعلاما يحارب بكل ما أوتي الحقيقة ويجابهها بكل ما استطاع مع افتراض قيامه بذلك لهو إعلامٌ نجس البقاء فيه بقاء في مستنقع ملىء بكل ما عفُن وخبُبث..وخير شاهد على ما أقول هو الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية عن الأمطار التي هطلت على جدة يوم الأربعاء(8/12/1430) الموافق 25/11/2009..فأيُ جسمٍ يستعوب أن تعيش فيه روحٌ خبيثةٌ كروحِ هذا المأفون كاتب ذلك الخبر؟!
بل إن المتأمل للإعلام السعودي ككل يجد من المتناقضات ما يحار له المرء، بل ويتمنى أن لو لم يكن يعقل حتى لا يتألم ..فلتقلب قنوات التلفزيون السعودي، والصحف السعودية أجمعها..هل هي تعيش الحدث حقًا؟!
وخيرٌ لنا أن نردد ما أبي تمام:
فيا موت زُر إن الحياةَ ذميمةٌ*ويا نفسُ جُدِّي إن دهرَكِ هازلً
بـ"دمي"
2/12/2009