[نبض حياة!]

بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك اللهم على ما قضيت وقدّرت .. وكل شيء عندك بأجل مسمى ..لك الحمد في الأولى والآخرة ولك الحكم وإليك المرجع والمصير ..
اللهم صلي على نبي الهدى والرحمة محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..
\
//
قال الأوائل :
وللأوطان في دم كل حرٍ يـدٌ سلفت ودينٌ مستحقُ !
ويروي لنا الأواخر : وللأوطان في دم كل حرٍ أنفسٌ انتحرت و إرثٌ مستحقُّ !!
تساؤلٌ عريضْ أوجِّهِهُ لحضرةْ كاتبنا الذي طالما أشغلتْهُ همومنا وقضايانا : هل الوطنيَّة بمفهومك هي تبنّي رأي جريدتك المسماة بجريدة الوطن ؟!
ثمّ أيُّ وطنيةٌ هذهِ التي تتحدّث عنها والتي لا تأتي إلا بإزهاقِ الأرواحْ ؟
إن كنَّا في معركةٍ و حرب "فنـعـم" ومليون نعمْ!
فلتذهبْ أرواحُنا فداءً لوطننا الذي يُمثِّـل الوجْهَة الدينية لكل المسلمين في أنحاء العالمْ !
أمَّا أنْ نقتل أنفسَنا من أجْل الوطن فهذا هو قمَّة التناقض الذي عهدناهُ دوماً منكْ !
مَاذا سيستفيد وَطني إن عرَّضتُ نفسي للمخاطرْ ؟
بالعكسْ سأكلِّفه الكثيرْ والكثيرْ !
أَلستُمْ تطالبونْ بأن يقوم الدفاع المدني بتحذيّر المواطنين من الخروج والتعرّضْ لأماكن السيول وقت الأمطار وقدْ فعل..
ثمّ أنتم تتَّهموننا بعدم الوطنية إن تقيـّدنا بالتعليماتْ!
والدفاعُ المدنيِّ سيتهمنا هو الآخرْ بالاستهتار بتعليماتهِ إن كنَّا مواطِنين صَالحين –برأيك- وتخطَّيْنا الطُرقْ المتهالِكة إمّا سباحةً أو بالطيَاراتْ , لنصل وتحدث كارثةً تملأ بها صفحات جريدتكْ وتكيل بها الاتّهامات لمن أردتَ لا لمن يستحقّ!..
وضعتمونا ظلماً بين مطرقة اللاوطنية و سندانة المخاطر
هل تعلم عدد الأعياد في بريطانيا وحدها وهي أفضل منا بمراحل في التعليم ؟
إنه 35 يوماً ما بين يوماً للشجرة ويوماً للمعلم ويوماً للسيول إن شئت ..
هل أثّر ذلك على التعليم لديهم ؟ لو جلبْتَ لنا ما يفيدنا وينفعنا ويرتقي بتعليمنا بدلاً من إلقاء التُّهم على الآخرين ..
إن كنتَ تملكْ الشجاعةَ الكافيةَ فلماذا لم توّجهْ هجومك على من تسبَّبَ في حدوث هذه الكارثة , وتسبَّبَ بأن نكون مواطنين غير صالحين كما زعمت ؟ أم أنَّك تَظُنّ أنّه ليس لدينا شخصيات قانونيّة ولا نستطيع الدفاع عن أنفسنا لأننا طلاب في مرحلة التلقي؟!
وسؤالٌ حيَّرني كثيراً : ألم تجدْ في الأحداثِ الجسيمةِ من حولك مُتَّسعاً لـملئ الفراغات لديكَ حتى تتّهم المواطنين جُزافاً بهذه التهمة الخطيرة ؟
ولتضع لنا قاعدة خاشقجية جديدة من روائع الحكم ونفائس الدرر تقتضي بأن المواطن الصالح هو : من يقتل نفسه من أجل لا شيء !
لقد آلمتنا وآذيتنا فعلاً يا خاشقجي!
نحنُ نتعلَّم وندرس لنَرفع رايةَ وطننا عالياً ونكون مواطنين صالحين ثم تأتي أنت بكل برودٌ ولا مبالاة وتتهمنا باللاّوطنية ؟
لا أدري هل كتبت مقالك هذا وأنت في الوطن وتُعايشْ ما نعايشهُ , أم كنت تتمتَّع بإجازتك بالخارجْ , وتُطلّ من نافذة شاعريّة على الشانزلزية وأنت تحتسي كوباً من القهوة الدافئة لتسطّر لنا هذه الروائعْ ؟
لله دَرُّك أيُّها الكاتبُ العظيمْ ..
لقد داويتَ جراحَ أبناء الوطن و عزيتنا بأبلغِ العزاءِ وأصْدَقه ..
لا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل
(و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون) ..
سيأتي يومٌ يظهرُ فيهِ منْ يخدم هذا الوطن ومن يُخطّطْ و يسْعَى لهَدْمِهْ !
ختاماً: أطالبُ بـ اسم جميعْ طلاّب جامعة الملك عبدالعزيز العريقة باعتذارٍ رسمِّي وعلى صفحاتْ الجريدة ذاتها
لأننّا مواطنونْ نفدي وطننا بنَزْفِ دِمَائنا لا بنزفِ أقلامنا!!..
ودمتم سالمين !