عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 08-12-2009, 12:32 AM
الصورة الرمزية حمادجي

حمادجي حمادجي غير متواجد حالياً

مجرد إنسان

 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
التخصص: الهندسة الميكانيكية(الانتاج وتصميم النظم)
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 388
افتراضي رثـــــــــــــــاء


آنَ لي أنْ أبكي ..

آن للأرضِ .. للسماء .. للبشرِ أن يبكوا ..


نعم وقد فُقِد مَنْ كَانَ يَحبِسُ الدُّموعَ عنِ النزول ..

في يومٍ أَرادتِ السماءُ أن تُودِعَكَ في أجمَل حُلّةٍ..

تُودِعُكَ وداعَ ملكٍ .. تَنازلَ عن عرشِهِ مُكَّرمَاً .. مُنتَصِراً ..

ملكٌ أرهقَ المرضَ .. قَهَرهُ .. ذَهبَ إليهِ وجَلَبَهُ معه ليَصرَعَهُ ..

في ذلكَ اليوم جميعُ مَنْ رَأيتُ بَكَاكَ ..

شمسُ ذلكَ اليوم أرادَت أنْ تُودِعَكَ هي كذلكَ ..

كلُ شيء .. كلُ شيء ..

لَمْ يَبْقَى شَيء ..


في ذلكَ اليوم ابتَلّتِ الأرضُ بالدُموع ..

تعلّمَ الأطفالُ البُكَاء .. وكذلك الكِبَار فهُم لَم يَعتَادوا أَن يَروا البُكاء .. أو أنهم لَم يتَعلّموا أَن يَبْكوا بِسَببك ..



أوَ تَعلَم أنّ شَيئاً ما قَدْ بَان وظَهَر لَمْ يُرَ مِن قَبْل ..

لَقد أصبَحَتِ الحَياةُ غَريبة .. أصبَحَت كشَجَرَةٍ تَسَاقَطَت أَوراقُها ..

أصبَحَت الحياةُ وكَأنَها دفْتَرٌ خَالٍ من الأورَاق .. جَميعُ أورَاقِهِ تسَاقطَت ..

لا مكَان ليُكتَبِ التَّاريخُ .. لا يُكتَبُ شيءٌ في هذَا الفَرَاغ .. لا يَنمو لَونٌ أخضَرَ ها هُنا ..

من بَعْد ما عُرفَ منكَ التَّاريخُ ..

من بَعْد ما تَلَوَّنَتِ الحَياةُ بألوانِك ..

أصبحَتِ الحَياةُ خَاويةً تَستَجدي أَحداً ليُنعِشَها ..



كلَّ شيءٍ كانَ يرفُضُ أنْ يُصدّقَ أنَّك رحَلْت .. كلاً يُشيحُ بِوجهِهِ لا يُريدُ الحُقيقةَ ..

وقْتَها فقط أرَادوا أنْ يَتَعلّموا ولو قَلِيلاً الكَذِبَ .. ولكن مَنْ يَتَجرأُ لِيَكذِبَ عَنْكَ .. فَهُم لا يَعْرِفُون إلا صِدْقاً مِنْكَ ..


في ذَلكَ اليوم كانَ المطرُ يزُورَنا بينَ الفينةِ والأُخرَى ليستَطلِعَ الأخبَار ..

أرادَ أحداً ليُبلِغَه ما يُرِيد .. كانَ لا يَهْدأُ .. لا يُريدُ الهَيجَان .. ولا يُريدُ الاسْتِكْنَانَ ..
يذهبُ ويَأتي مُنتَظِراً ما يَسُره ..

حتّى تِلك الأشجارُ التي كم سُّرْت من اهتِمَامِكَ بِها .. وبنظَافَتِها بيَديك ..
أبتْ إلا أنْ تُشَارِك في الحزنِ علِيك ..



لقد تَعلّمَ الأطفالُ من كُلِ ذلك .. تَعلّموا أنَه لا حزنٌ مهما كانَ البُكاء ..

تعلّموا أنه مهما كانَ الحُزنُ فرحيلُك عِيدٌ مهما كانَ من بُكَاء ..

نعم عيدٌ .. لأنَ عِيدَهُم أَن تُعلِّمهُم .. فَهم لَمْ يَعهَدُوا إلا أنَكَ تَاريخٌ وحِكمَةٌ ووقَارٌ تمشِي بينَهم .. فكيف بِك إذَا رَحَلْتَ وقد علّمتَهم حتَى في رَحِيلِكَ ..



لا صوتَ يَعلُو على صوتِ الكَلماتِ ..
أُطفِأَتِ الأنَوارُ .. تَناثَرتِ الأورَاقُ .. تَكسّرَتِ الأقلَامُ .. لا حُروفَ تُريدُ المُشَاركَةَ أكثرُ في البُكاء .. الكَلِماتُ تأبى أن تُأبِّنكَ ..

فالكلماتُ لا تريدُ تَأبينَ قَائِلِها ..

تَوقّفتِ الجُمَل فبَعْدكَ لا جُملٌ ولا أفْعَال ..



والدي رَحِمَك الله رَحْمةً واسِعةً وجَمَعَنا بِكَ في رَوضٍ مِن رياضِ الجَّنةِ


رد مع اقتباس