ما زلت أذكر قصةً ل(مُواطنٍ)
زار الفُلانَ، وليته ما زارا
قال المحدِّث: لا تسلني حينما
زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه
وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا
حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ
عن ظهره المشؤوم حين أدارا
سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما
ألقى عليَّ سؤاله استنكارا
ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما
أعطيتُه الأوراقَ و(الإِشعارا)
ألقى إليها نظرةً، ورمى بها
وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا
هل كان أبكم - لا أظنُّ - وإنَّما
يتباكم المتكبِّر استكبارا
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً
حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟
ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا
قال: الأمور جميعها ميسورةٌ
أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا
وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه
ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا