تركي الدخيل :
تركي الحمد بخير والحمد لله! قبل يومين اتصل بي الزميل محمد الرطيان، كان صوته على غير العادة صوت ملهوف يريد أن يطرد قلقاً.
كان محمد يسأل عن رسالة وردته على هاتفه الجوال تقول إن الدكتور تركي الحمد مصاب بمرض عضال، وإن الخبر منقول عني، فاتصل ليتأكد.
قلت لمحمد إن هذه الرسالة كذب محض، فأنا لم أقل هذه المعلومة يوماً، بل إن الدكتور تركي الحمد، كان في الإمارات قبل أسبوعين، وقد جلست إليه وأنست به وهو بحمد الله يرفل بثوب الصحة والعافية.
سألت محمد عن مصدر الرسالة، فقال إنه صديق، لكن الواضح أنه تلقاها من مصدر آخر. بعد دقائق بعث الرطيان برسالة إلى صاحبه، يؤكد فيها أني أنفي الخبر جملة وتفصيلاً.
لم أعر الموضوع اهتماماً، لكني استغربت لم جعلني باعث الإشاعة مصدراً؟ وقلتُ: لعله يريد أن يوهم الناس بصدق كذبته، فألقى بالإسناد عليّ.
بالأمس اكتشفت مصدر الإشاعة إثر اكتشافي أن أحدهم اخترق إيميلي في صحيفة الوطن [وهي مشكلة تقنية كثيراً ما تحدث، وبخاصة من قبل مراهقي الإنترنت الذين يحسبون أن الاطلاع على خصوصيات الناس بطولة مكتسبة. ليست هذه مشكلة، فالمئات تسرق إيميلاتهم، وليس لدي ما أخشى أن يراه أحد، لكن المخترق قام خلال الأيام الماضية بالتعامل مع البريد على اعتبار أنه أنا، فأصبح يرد على المرسلين، ويقبل عروض المقابلات، ومن ذلك أنه سجّل باسمي في أحد المنتديات، وبدأ يرد على أسئلة وجهها لي أعضاء المنتدى،
وضمن إجاباته قال إن تركي الحمد مصاب بالمرض في رأسه، كفاه الله الشرور
.
أي نوع من الأمراض هذا الذي يجعل البشر ينتقلون من السرقة، إلى الكذب، إلى نشر الإشاعات عن الآخرين، ووصمهم بالأمراض والأوبئة؟!
ألا يخشى هؤلاء الذين لا يتورعون عن إطلاق الإشاعات أن يصيبهم الله أو من يحبون من أهليهم والقريبين منهم بما وصموا غيرهم به زوراً وبهتاناً؟!
اللهم الطف بنا من أهواء هؤلاء المرضى الذين يعيشون بين ظهرانينا، وينخرون في أخلاقنا
الوطن