[حسين العبدلي]

يقول وطني العزيز/

حاولتُ أن أشتري دفترًا جديدا لأستل منه بضعَ صفحاتٍ تكون رحمًا لما يسر في قادم الأيام، لكن تبين لي أن كل المكتبات مقفلة ، وتذكرتُ كذلك أني فقيرٌ معدم لا أملك "دراهم" لأشتري بها قلمًا أسود به تلك الصفحات التي لن أشتريها!
كلُ صفحاتي غارقةٌ في بحر المداد ، وتملؤها والذكريات التي حملُها على كتف الذاكرة تكليف تقوم به هذه الذاكرة البائسة مذ خُلقت..


وقد بلغني أن ملاك الصفحات البيضاء أبوا أن تمتاز عنهم شركة بيبسي فرفعوا أسعارهم فكان أن بقي البؤساء مع صفحاتهم القديمة ملطخين بمدادها لأن الأيام لم ولن تجود عليهم بأن يكتبوا في صفحات جديدة طول حياتهم، هكذا قطعت الأيام عهدا عليهم.

إن الراحة كل الراحة أن تعيش دون أن تكتب، لأنك إما أن تجر إلا السجن أو تقبر مع الأحياء، وقد تكون محظوظا فتقبر مع الأموت.
عزائي لكل لمن بقيت صفحاته القديمة جاثمةً على صدر ذاكرته أو أبت إلا التعلق بجدران الذاكرة.