[حسين العبدلي]

وتعبت وأنا أؤمل!..لندع الأمور تجري كما هي، فإن قطفنا الأزهار واشتممنا عرفها فذاك ما كان وغير المؤمل ، والذي لم نقع بسببه تحت الإرهاب النفسي حتى حصوله،وإن لم يكن فأجمل من دفع فاتورة ونحن لم نستهلك شيئًا ، أفندفع بلا مقابل!
وتعبت من الأحلام! أرى كثيرًا لا يحلمون ويصلون إلى فوق العلو! فيما "الفاضين" من عباد الله يتعبون قلوبهم وهم "يفصلون" الحلم، ويقيسون طوله وعرضه وكمه ،وهل تليق به السستة أم لا(:
لـنستغرق في لحظاتنا وندع القوس لباريها فهو من بيده كل شيء، ولـنعش أعمالنا ونحياها، وستأتينا وإن لم نردها..
أن نؤمِّل وبيننا وبين أدنى الأحلام مفاوز وجزر حتى نقطعها، وقد نموت ونحن لم نرتشف ما نبل به ريقنا من هذا الأمل! فذا هو القسوة كل القسوة، فلنبق دونه، ولنؤمل الشر والحروب والقتل والخوف والرعب لا الأمل والزهور الندية والراحة الهنيئة ، فنحن نضحك على أنفسنا،
لنعش الواقع وندع الخيال، وإن جنحنا فأمَّلنا فليكن كظل الشجرة الذي نتفيأ ظلاله لعل به-نتوهم- راحة خيالية نستعيض بها عن الواقع.
إني أؤمن أن بعضَ الأحلام قطعا من الجنون.


_________________
افعلي ما يطمئن له ضميرك، واجعلي آخر ما تلتفتين له كلامَ الناس عنكِ، وتفسيرهم لأفعالكِ، لا تعطي رأي الناس فيكِ أكثر مما يستحق، استأنسي به فقط مادمتِ ترين نفسكِ على الطريق..استغرقي في طريقكِ، وتعمقي فيه، ودعي البطالين يقولون ويقولون ولتتكلم أفعالكِ قبل لسانكِ، والزمان وإن طال كفيل بأن يثبت لهم صدق نيتكِ ، وقد صدق الإمام أحمد لمَّا كان واثقا من نفسه وطريقه وهو يقول لخصومه:"بيننا وبينكم الجنائز" وكان ما قال وشهدبه التاريخ والزمان..فخرج في جنازته ألف ألف نَفس!