عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 19-01-2010, 10:53 PM
الصورة الرمزية حسين العبدلي

حسين العبدلي حسين العبدلي غير متواجد حالياً

كن كما أنت.

 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
التخصص: ..
نوع الدراسة: ثانوي
المستوى: الأول
الجنس: ذكر
المشاركات: 587
افتراضي ابحثوا لي عن قلبي


و لا تطرحني لحظاتي دون حزن!
أمالئ الأيام فتزيد وطأة الأحزان وكأنها ليست إلا بي!
أريد أن أعيش كما أرى غيري من البسطاء يفعلون
لستُ أملك جينات تميزني عنهم ،فما أنا إلا منهم!
إنني أشعر كما يشعرون ، وأحزن لمثل ما يحزنون
لكنني أراهم يتبسمون ويقهقهون !
فيما جيناتي -أجدها- لم تطبع سوى بالحزن



لم أجد هذا التغير إلا حين أخبروني أني كبرتُ وضيعتُ قلبي
حين عرفتُ المجموعة الشمسية وبلوتو وعطارد
حين عرفتُ أن الأرض تدور حول نفسها
وأنها لن تدور حول الناس!



و لم أكن أعلم أنها ستدور علي وتترك الناس!
وأنني سأتمنى أن لو لم أكن أسمع لأفهم فلا أحزن

فقد كنت سعيدا وإن لم أعلم ولم أفهم
كنت أختال في رياض من السعادة ،حين لم يكن يهمني أطلعت الشمس من المشرق أم من المغرب !
وحين لم أكن أعرف روبنسون كروزو ولا شارلوت برونتي ولا قطر الدائرة ولا نظرية التطور
وقبل أن أعرف عطيل و ديكنز و الكبرياء والهوى
و قبل ارتكابي معرفة شوبنهاور ونعوم تشومسكي!
وقبل أن تجبرني إحداهن لتساقي الهوى على أنغام ليونا لويس
وحين لم أكن أسمع سوى النشيد الوطني صباحًا، و"فوق هام السحب" يوم العيد الوطني وصوت مؤذن "حارتنا" العتيقة حين ينادينا ونحن نذاكر قلوبنا أنا ومريم!

كنتُ سعيدا يوم أن كنتُ أشاهد و أبي أفلام رعب خالد بن الوليد وشجاعةَ علي بن أبي طالب دون صالة عرض أو أو فشار حتى!
هي Horror Movies ولكنها لم تصنع في هوليوود وإنما حقيقية غير قابلة للنسخ أو الإعادة وهم السينارست والممثلون والمخرجون ، وبنجاح مذهل ودون العنصر النسائي! لكن هذا كان قبل أن أضيع قلبي ولا أرى نجاح العمل دون العنصر النسائي
كنتُ أحب خالد وعلي لأنهم جديرون بقلبي ، لأجل هذا فقط! ،وكنتُ أجلُّ أبي وأراه الشافعي أو أحمد
لكن أبي لم يعد الشافعي ، ولم يعد قلبي جديرًا بخالد ولا علي!

لقد سكبوا في قلبي معارف ضيعته عليَّ ، فلم يعد ينفعني شكسبير ولا أوفيليا
ولا شعراء العصر الفيكتوري!
حين كنتُ صغيرُا علموني أن المعرفة أمر مهم ويجب أن نسعى له
كنتُ أتعجب لهذا، طالما أن جناننا في صدورنا لماذا نتعب قلوبنا
أوليس كل عمل هو في النهاية حصاد لأكبر كمية وقدر من السعادة؟!
تركتُني وتعجبي وفعلتُ ما طلبوه مني
لكنني لم أجد قلبي
ظننتُ السعادة ستدب في قلبي بمجرد أن أحتضن "أوفيليا"!
وأن قلبي سيرقص كلما سمع"My heart Will Go on"
ظننتُ السعادة تكمن في شرب أكبر قدر من كؤوس فلسلفات برتراند رسل وسارتر وأنجلينا جولي!
وفهمتُ أني لا أفهم حين علمتُ فلسفاتهم و لياليهم الحمراء لا تنفعني، ولكن بعد أن ضاع قلبي

فكرهتُهم وكرهت أساتذة شكسبير والأدب الحديث ومادة الرواية والـ+A!، لقد كرهتُهم حين خيبوا عقلي وأفسدوا علي قلبي!

فتمنيتُ أن لو أعود صبيًا لا أفهم ،و حتى يكون ما أفطر عليه في المساء "حدوتة" أو "حكاية" أو" ترنيمة"بلغة غير شكسبيرية تشنف بها أمي مسامعي فهي عندي بكل روايات جين أوستين و ونقديات إليوت وأن أحصل على الـ+A في الـApplied Linguistics!
لن أطلب امتلاك أكبر رصيد من الأسهم في بورصة طوكيو ولا نيويورك أو دبي!
ولا لأحل بديلا عن ميسي أو إبراهيموفيتش أو عدنان فقيه!
وإنما رائحة قهوة أبي التي كالكوثر
وملابس العيد التي هي أشبه بتذكرة صعود إلى السماء حيث الملائكة
ولحظات أنسل فيها من يدي أمي لأذهب أذاكر أنا ومريم قلوبَنا حتى المساء

لقد كبرتُ فصغرت أكثر الأشياء التي كنتُ أظنها يومًا كبيرة
وكبر ما هو صغير
كبرتُ وكبر همي
وذهبت مريم وضاع قلبي

أيها الناس أرجوكم احملوا مصابيحكم! وابحثوا معي عن قلب الطفل الذي دفن بين "تلاوين"حصة "الرسم" و"أوراق" الطفولة
بين "زحمة المقصف" وطابور الصباح!
في ملعب المدرسة وحصة"الريادة"!

في أزقة الحارة القديمة الجميلة
و في قلب "مريم" ، ابنة جارنا التي كنتُ أذاكر قلوبنا عند أبيها!
ابحثوا عنه وإذا وجدتموه أحضروه إلي لأستبدل به قلبي الذي لا أطيق

 


توقيع حسين العبدلي  

أحنُّ إلى خبزِ أُمِّي .

 

رد مع اقتباس