الموضوع: نفايات .. !
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 20-01-2010, 02:23 PM   #28

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: نفايات .. !


كومة ٌ جمعت .. إستعدادا ً .. للإحتراق .. على العلن .. و في منتصف .. النهار .. !
نار ٌ أريد بها .. إحراق عار المنتحر .. و تسفيه فعلته .. و توجيه رساله عمليه كما وصفها إمام المسجد ( وضاح ) الذي حرض ( أبو فيصل ) على صياغة تلك الرسالة .. من خلال تجميع ما تبقى من حاجيات ( فيصل ) و وضعها في أرض الفضاء المجاوره للمسجد و التي تم إستغلالها من قبل أولاد الحي .. ليقيمون بها دورات لكرة القدم غير مبالين بحرمة المسجد الأمر الذي إستفز ( د . تركي العامر ) لينادي في المصلين عقب صلاة المغرب .. بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة .. لكنه لم يقابل ألا بتهامسهم .. !



- إيش عنده و لد أمريكا .. !
- كم مرة قلت لك أنه جاي من كندا مو من أمريكا .. !
- قبحه الله إنه علماني الشكل و الطبع .. !
- أبك ذا وين هو يبي عيالنا يلعبون .. !
- يا بويا سيبك منو المعفن دا .. !
- شكله مباحث خلوكم ساكتين .. !
- نال المتكبر جزاه ما حد رد عليه .. !



الصوت الوحيد الذي أذكر أنه أيده .. صوت .. ( حمد الحمدي ) .. !



- صدقت .. المفروض نوجه خطاب لبلدية المنطقة .. ينص على مطالبة لحل هالمشكله و غيرها من البلاوي .. عندنا في الحي .. !



إتجه ( أبو فيصل ) لمنزله عاقدا ً حاجبيه .. يمشي بعجل ٍ تطايرت معه غترة التي هوت مرارا ً .. ليلتقفها في كل مره و يضعها فوق رأسه بإهمال .. كأنه يشد شدا ً لمنزله .. !
و ما هي ألا دقائق حتى خرج يحمل ما يحمل و يضعه في سيارته .. تكرر ذلك المشهد .. حتى إختتم المشهد الأخير .. بركض ( أم فيصل ) خلف سيارته حين ولى مدبرا ً بما حمل .. !



- يا عمه أنا أوصلك تعالي .. !



و بكلمات لم أعي ثلثيها .. لما كان يرافقها من بكاء .. !



- الكلب أخذ أغراض ( فيصل ) و راح ما أدري وين .. ما خلى لنا شي من ريح ( فيصل ) .. !
- بنشوف الحين هذا أنا وراه أنتي هدي و خذي شماغي و تغطي به .. !
- الله يلعنه .. !



أضرم ( أبو فيصل ) النيران بها ليتعالى صوت ( وضاح ) و أصوات المرددين خلفه بغية الأجر و المثوبه .. !



- الله أكبر .. الله أكبر .. !



دون تلك التكبيرات .. أختفت الموجات الصوتيه التي رسمتها ( أم فيصل ) و هي تقف أمامهم .. حينها كنت أحول بينها و بين القفز .. في سعير تلك النيران متداركة ً ما يمكن إدراكه .. مما تبقى لها من ولدها .. !



- قتلته أكثر من مره يا ملعون .. !



أبعدني عنها و أمسكها قائلا ً .. !



- أعقلي يا مجنونه .. ولدك عار و قد غسلناه فتطهرنا .. !



عاد الشيخ محرضا ً .. !



- استر هالعله الله يعينك عليها .. !
- خسيت يا شيخ الكذب .. لو فيكم واحد عاقل كان أحرقتوا هذا الشيطان .. بدل ما تحرقون ثياب ولدي .. يغتصب أولادكم .. و .. ياكل صدقاتكم .. يا حمير .. !



شدها بكل قوته ليمسكها قائلا ً .. !



- أمسحها بوجهي يا شيخ .. تعالي يا بنت الزانيه .. هيا البيت .. !



إرتكزت أشعة الشمس الحارقه .. عموديا ً .. شاهدة ً على خصلات شعر ( أم فيصل ) التي أخالها تساقطت غرزا ً من قوة الشد .. و إنعكست تلك الأشعه للسماء .. راجية ً .. من ربها إنصاف .. بعد أن اصتدمت بالدموع التي تناثرت من عينها .. ملامسة ً للأرض .. !
تصاعد الدخان .. و تصاعدت أعداد الهاربون من سموم الأجواء و لهيب النار .. التي .. تحادثت معها وحيدا ً .. عن ( فيصل ) .. لتطول مدة الحديث معها بطول فترة إشتعالها .. فخمدت ليحدثني رمادها عن ( المصير ) .. قالنار التي تأكل كل ما يتعرض لها بطشا ً و قوه كان الرماد .. تاليها .. تلك الحفنه التي تهوي بها نسمة الهواء .. كيف ما شائت .. !
هناك و على الأطلال المحترقه .. إلتفت لصندوق معدني سودة الفحم .. صندوق ٌ طالما رجيت ( فيصل ) أن يخبرني عن سره .. عندما كان يقلبه أمام ناظريه متأملا ً .. !



- صالح .. هذا الصندوق .. سري الذي لن أبوح به لأحد .. !
- اسرارك كلها عندي .. غرامياتك و أفكارك و همومك .. !
- قد تكون أنت جزأ من هذا الصندوق .. !



تأكدت من سلامة محتوى الصندوق .. الذي يبدو .. وفير .. !
سمحت لنفسي إمتلاكه و معرفة محتواه .. لا لشيء .. و لكن لأنني جزأ منه .. !

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 


التعديل الأخير تم بواسطة هذيان ; 20-01-2010 الساعة 02:30 PM.
هذيان غير متواجد حالياً