عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 26-02-2010, 04:44 AM

خط من الضوء خط من الضوء غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 81
Lightbulb حديث الجمعة : الجنية



حديث الجمعة
( الجنيـــة )
عندما تتحدث عنه فأنت تتحدث عن مجموعة أشياء
قلعة عظيمة .. ثورة تحكي نفسها
وفناره عتيقة أصيلة علينا أن نتجه إليها كلما تهنا
فعندما يمر اسمه في ذاكرتنا لابد من خلاله أن نشتم عبق التاريخ
ونرى تلك الحقبات التي لم نشهدها فنشاهدها بين أحرفه
التي بناها لنا حرفاً حرفا بكفاحه وجهده
فاسمه لوحده قادر على جلب عالم بأسره أمامنـــــا
صور لنا العديد من الروايات التي يجب أن نقف على شطئانها
وهناك الكثير منا يهوى قراءة الروايات فنجد من يبحث فيها ويقيس عليها
لأنها صورة ليست سهلة عن عالمنا ، كما أنها جزء من هويتنا ، جزء من لغتنا
ومرآة حقيقية تعكس ما بداخل مجتمعاتنا
وعندما أتحدث عن عالم الروايات ؛ العالم المليء بكل شيء
فإنه يستحيل أن يغيب عن ذهنك هذا العملاق والروائي السعودي الكبير الدكتور غازي القصيبي
وإن كان لابد من القراءة له تبقى هناك رواية ا ستوقفتني لأكثر من مرة
الرواية التي أجدها وحدها القادرة لتتحول كل امرأة فيها إلى أنثى مكتملة
الرواية التي تمثل المعرفة الواعية الغائبة عن عقولنا تجاه كل منا بشريكه
وهنا يكمن مغزى قوة وعظمة هذه الرواية
والتي قدمها لكل ابنة شرقية تبحث في حياتها الخاصة عن التميز
لأن هذا ما رأيت به " الجنية " من زاويتي
حيث وضع لنا فيها مستقبل العلاقات الزوجية والمعيار الحقيقي لها
بسلبياتها وإيجابياتها ومشاكلها في أيدينا
حكاية الجنية والتي تتمثل في بطلها " ضاري الضبيع " والتحاقه بالدراسة
في فترة من فترات حياته بأمريكا فتبدأ حبكة القصة بعد تدرج الأحداث
بلقائه بالجنية" قنديشة " صدفة وزواجه بها
وبغض النظر عن زواجه بها وحول الآراء الفقهية والقواعد الشرعية في ذلك
وحول الحقيقة التي تحكم علاقات الجن بالأنس
والخرافات التي تنتشر في مجتمعاتنا والتي استعرضها الكاتب في حكايته
إلا أن بها معاني وجدتها أكثر أهمية حول طبيعة عالم الرجل
من ناحية قراراته ومشاعره وطريقته في الاتصال بالشريكة اتصالا فكريا وروحيا و جسديا
ومزاجيته في ذلك ، وكيف يحكم ويؤثر المجتمع ومحيطه الذي تربى فيه
بشكل مباشر وغير مباشر في علاقته بها وتعامله معها
وكيف أن "الحب" أو "الزواج "من الممكن أن يقلب حياة الرجل راساً على عقب
فستجد ذلك في كيفية العلاقة التي كانت تجمعهما وما حدث معه
من أحداث غريبة ومثيرة للغاية طيلة الفترة التي قضاها معها
فقد برمجة "القنديشة " نفسها لتكون مثالاً للزوجة المثالية بعفويتها في الحب
ومعاملتها الاستثنائية له والتي قد تصل إلى درجة التقديس
كانت معه زوجة عاشقة وليست مجرد زوجة فقط .. تأتيه في كل مرة أشهى وأحلى
و في الوقت الذي يرغب به .. كل ليلة بشكل مختلف تتمثل له فيها بجميلات العالم
لا تتذمر منه .. ولا تطالبه بشيء .. ولا تحاول أن تفتش في ماضيه
لم تصادق الجيران ولم تجعل أحدا يتدخل في شئونهما
كان بيته مثالي بالدرجة الأولى في كل شيء
ومع ذلك كيف أن الرجل من الممكن أن يمل من كل ذلك الاهتمام والقيد فينفر من كل ذلك
فقررت وهي حزينة ومتعجبة حينها الاختفاء والابتعاد عنه بعد ذلك ليشتاق إليها ثم عادت
تفاصيل صغيرة وأشياء خاصة جدا
لم ينصف القصيبي فيها الرجل فقط حتى المرأة كان لها نصيب الأسد من الحكاية
أما خاتمتها كانت حلم جميل .. كانت تساؤل
هل من الممكن أن تكون أي امراءة إنسية " قنديشة "
هل " قنديشة " ستبقى مجرد حلم جميل لكل رجل
هل الحب والعشق هو وحده من يحول المرأة إلى أسطورة
وهل المرأة الإنسية يستحيل أن تكون جنيـة بأي حال من الأحوال
أسئلة مفاتيحها في يد كل امرأة
فمن المهم أن نكون شيئاً فريداً في حياة الرجل وأن نتفهم طبيعتهم مع الوقت
واعتقد أنه لن يكون من المستحيل فعل ذلك لمن يستحق أكثر من ذلك
"الجنية " باختصار رمز حب ورسالة مصالحة ومفاهمة بين الرجل والمرأة
تستحق بالفعل القراءة بعمق وبنظرة مختلفة

بقلم الكاتبة إيمان عبدو 1431هـ
رد مع اقتباس