رد: لمسات بيانية في التعبير القرآني (متجدد)
^
^
^
عـــــ ـــــ ـــــ ـــــودة
أولى الوقفات ستكون بمشيئة الله عز وجل مع آية 56 من سورة الأعراف..
قال تعالى : ( إن رحمت الله قريب من المحسنين )
لماذا قال الله تعالى رحمت الله قريب ولم يقل قريبة مع أن الرحمة صفة مؤنثة؟؟
أولا سنتكلم عن ذلك من الناحية اللغوية : اذا كان القرب للنسب فيذكر ويؤنث بحسب المذكر والمؤنث فيقول هو قريبي وهي قريبتي , أما إذا كان في غير النسب فيصح تذكيره وتأنيثه .. قال تعالى : ( وما يدريك لعل الساعة قريب ) .... وهذا العلم إنما جاؤوا به من القرآن الكريم ..
لكن............لماذا اختار الله عز وجل التذكير هنا؟
الله سبحانه وتعالى أراد أن يكسب معنيين فلو قال : إن رحمت الله قريبة فهنا اختص القرب بالرحمة فقط , لكن رحمت الله قريب اشعار أن الله قريب وأن رحمته كذلك قريبة , سبحان الله نلاحظ هنا التوسع في المعنى فلقد أشعرنا الله بأن رحمته قريبة وأنه هو كذلك قريب بذاته من المحسنين ولنتذوق معا كلام ابن القيم رحمه الله حيث قال : ( إن الرحمة صفة من صفات الرب تبارك وتعالى والصفة قائمة بالموصوف لا تفارق موصوفها فإذا كانت رحمته سبحانه قريب من المحسنين فالموصوف الرب تبارك وتعالى أولى بالقرب منها بل قرب رحمته تبعا لقربه هو من المحسنين.... فالله عز وجل قريب من ( أهل الإحسان ) بإثابته ومن ( أهل السؤال ) بإجابته و أن الاحسان يقتضي قرب الرب من عبده كما أن العبد قريب من ربه بالإحسان وأن من تقرب منه شبرا تقرب الله منه ذراعا ومن تقرب منه ذراعا تقرب منه باعا...) ومما قال رحمه الله : ( فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين من التحريض على الاحسان واستدعائه من النفوس وترغيبها فيه غاية حظ لها وأشرفه وأجله على الاطلاق وهو أفضل إعطاء أعطيه العبد وهو قربه تبارك وتعالى من عبده الذي هو غاية الأماني ونهاية الآمال وقرة العيون وحياة القلوب وسعادة العبد كلها فكان في العدول من _قريبه_ إلى _قريب_ من استدعاءالاحسان وترغيب النفوس فيه ما لا يختلف بعده إلا من غلب عليه شقاوته ولا قوة إلا بالله ) انتهى كلامه رحمه الله
- هل تذوقت المعاني الرائعة التي احتوتها الآيه أم لا زلت في غفلتك؟
|