
ظل طوال أشهر يتعقب تلك الفتاه من سوق إلى سوق ومن بيت إلى بيت ، لم يمنعه من ذلك حياء أو ضمير،فتجده يتربص بها ريب المنون،فتارة يلقي لها برقم هاتفه،وأخرى يلقي إلى أسماعها كلمة بذيئة،لا تنم عن خلق سوي ولا عن تنشئة صالحة عفيفة.
أستقبلت تلك الفتاه ذلك الشاب بنظرات ملؤها الإشمئزاز،وقد دأبت على أن تبادل نظرة الإعجاب منه بنظرة الإحتقار،حتى ألهبت فيه نوازع الشر،وقد قرر الإنتقام....
وفي يوم من الأيام استغل خروج والدتها وأختها الصغرى من المنزل،وقد إعتادت تلك الأسرة أن تخرج جميعها في مثل ذلك اليوم من الأسبوع،إلا أنه لسبب خفي أمتنعت تلك الفتاه عن الخروج،وقد أحس ذلك الشاب أن القدر قد شرع له أبوابه،وأن فرصته في الإنتقام قد حانت وأزفت.
طرق الباب ثلاثاً..لم يرد عليه أحد وإنما سمع صوت التلفاز بالداخل،طرق الباب مرة أخرى لعل من مجيب،أنتظر برهة وقد ساورته الشكوك في وجودها أو عدمه،بل هو في حقيقة الأمر لم يكن يريدها أن تقوم بفتح الباب له بل أراد التأكد من وجودها.
فجأة هز الباب هزاً عنيفاً،حتى لقد سمع صوت الباب أغلب الجيران المحيطين بتلك الشقة.أنتابته حالة من الخوف والهلع،ولكنها لم تمنعه من هزه ثانية،فهزه فإذا به ينفتح على مهل في صوت رتيب.
دخل عليها وقد نوى أن يقوم بإغتصابها كي تكف عنه تلك النظرات التي كانت تقابله بها،دخل عليها وقد تجمد الدم في عروقها وحاولت بإستماته أن تمنع صوت خرير الماء من الصنبور ولكن هل كانت ترى شيئاً؟،
لا لم تكن ترى سوى فقاعات الشامبو وحرقة في عينيها عندما تحاول أن تفتحها وفجأة أقترب ذلك الشاب من الحمام التي تتواجد فيه ثم نادى عليها بإسمها فلم ترد عليه بل أصاب لسانها شلل لم تستطع النطق،ثم حاول فتح الباب بما أوتي من قوة فلم يستطع فما كان منها إلا أن أطلقت العنان لصراخها عله يهرب أو يساعدها الجيران.
هنا....ماذا حدث،سمع صوت مفاتيح في الصالة المؤدية للحمام...حاول الهرب....حاول التلاشي....حاول أن تبلعه الأرض وأن يكون كأن لم يكن.
كيف دخلت إلى هنا؟سأل أبوها هذا السؤال قبل أن يتوقف هدير صراخها،ولم تتوقف عنه حتى سمعت السؤال يعاد للمرة الثانية في صوت أعلى منه في المرة الأولى.
ذهب الشاب للمطبخ في عجلة وأستل ساطوراً وضرب به والدها عدة ضربات كانت كفيلة بالإجهاز عليه.ثم قام برمي الساطور بعد غسله من الدماء ومسحه بمنشفة كي تذهب البصمات إلى حاوية القمامة،كل ذلك حصل وهي في الحمام..
ثم لاذ بالفرار.....
هذه قضية جنائية حدثت في بلد عربي مجاور ولم تكن بهذا الأسلوب القصصي وإنما الوقائع كما هي لم يمسها التغيير ولا التبديل.
فهذه دعوه فهل من مجيب؟؟؟؟؟ أنتم من تملكون الإجابة......
|
اتمنى ان قدرت احل جزء من هذه القضية
لا بد لنا من ذكر مراحل التي تمر بها الجريمة حتى يتسنى لنا التفكير في هذه القضية ومراحل هي
1.مرحلة التفكير : ولا يعتبر التفكير على ارتكاب الجريمة امر يعاقب عليه القانون
2. التحضير للجريمة ولا يعتبر التحضير امر يعاقب عليه القانون الا اذا كان التحضير بحد ذاته جريمة
3. مرحلة التنفيذ : وهذه هي المرحلة التي يعبر فيها الجاني مرتكبا لجريمة ويعاقب عليها بحسب نوع جريمته
الاسانيد:
القضية تنقسم الى شقين وسوف نفصل كل شق على حدا
والشق الاول هو
لنعد الى القضية سوف نجد ان الجاني بدا في مرحلة التفكير
(ظل طوال أشهر يتعقب تلك الفتاه من سوق إلى سوق ومن بيت إلى بيت ، لم يمنعه من ذلك حياء أو ضمير،فتجده يتربص بها ريب المنون،فتارة يلقي لها برقم هاتفه،وأخرى يلقي إلى أسماعها كلمة بذيئة،لا تنم عن خلق سوي ولا عن تنشئة صالحة عفيفة.
أستقبلت تلك الفتاه ذلك الشاب بنظرات ملؤها الإشمئزاز،وقد دأبت على أن تبادل نظرة الإعجاب منه بنظرة الإحتقار،حتى ألهبت فيه نوازع الشر،وقد قرر الإنتقام....)
وايضا توفر لدينا في هذه القضية مرحلة التحضير وهي
(وفي يوم من الأيام استغل خروج والدتها وأختها الصغرى من المنزل،وقد إعتادت تلك الأسرة أن تخرج جميعها في مثل ذلك اليوم من الأسبوع،إلا أنه لسبب خفي أمتنعت تلك الفتاه عن الخروج،وقد أحس ذلك الشاب أن القدر قد شرع له أبوابه،وأن فرصته في الإنتقام قد حانت وأزفت.)
اما عن مرحلة التنفيذ في الشق الاول :
( وفي يوم من الأيام استغل خروج والدتها وأختها الصغرى من المنزل،وقد إعتادت تلك الأسرة أن تخرج جميعها في مثل ذلك اليوم من الأسبوع،إلا أنه لسبب خفي أمتنعت تلك الفتاه عن الخروج،وقد أحس ذلك الشاب أن القدر قد شرع له أبوابه،وأن فرصته في الإنتقام قد حانت وأزفت.) ويعتبر دخول لبيت بحد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون ومن العقوبات الكبيرة الموجبة لإيقاف في النظام الجزائية ... وهي دخول انتهاك حرمة المنازل ... ولكن نية الجاني الانتقام واغتصاب تلك الفتاة المسكينة لم تتم ها قد انهينا الشق الاول في القضية
ولكن المهم في القضية الشق الثاني
نبدا في المرحلة الاول من الشق الثاني وهو التفكير في الجريمة (ذهابه الى المطبخ في عجلة من أمره )
المرحلة الثانية : التحضير للجريمة : أداة الجريمة التي اخذها من المطبخ وهي الساطور
المرحلة الثالثة وهي التنفيذ الجريمة في الشق الثاني وهي ضرب والد الفتاة عدة ضربات حتى تم إزهاق روحه .
اذا نحن بصدد عملية قتل وايضا هي من الجرائم الكبيرة الموجبة لأيقاف في النظام ...
ولا بد لنا ان نحدد نوع القتل هل هو قتل عمد ام شبة عمد ام خطاء
قتل العمد / تعمد الجاني فعل القتل قاصدا ( النية ) ازهاق روح المجني عليه
قتل شبة العمد : تعمد فعل الاعتداء ولكن دون نية القتل
قتل الخطأ / فعل اتى من الجاني لم يقصد به فعل الاعتداء او نية القتل وانما بعدم تدبر التحفظ اللازم ...
ويتضح في قضيتنا من التعار يف السابقة ان الجريمة القتل هي جريمة عمدية لتعمد الجاني فعل الاعتداء مع توفر نية القتل لديه ...
وسأحاول توضيح اركان القتل العمد حتى نتأكد من نوع القتل الموجود في هذه القضية
1.محل الاعتداء : والد الفتاة كان انسانا حيا وكان ايضا معصوما وغير مهدور الدم ولم يكن راضي عن قتله , اذا توفر هذا الركن في القضية
2. الركن المادي : نبدا بالنشاط الاجرامي وهي الاداة التي استخدمها الجاني وهي الساطور وقد حصل القتل مباشرة من الجاني , ونتيجة فعلة الاجرامي حدثت عملية الوفاة المجني عليه ,اذا نستنتج ان هناك علاقة سببية مترابطة بين فعل الاجرامي وبين حدوث عملية وفاة والد الفتاة ...توفر الركن الثاني في الجريمة
3.الركن المعنوي المتمثل في عملية قصد احداث الوفاة وهو نية الجاني ازهاق الروح ولكي نثبت النية ما علينا سوى ان ننظر الى الوسيلة المستخدمة في عملية القتل وهي الساطور اذا نية القتل متوفرة في الجريمة ولا يمكن تصور ان هناك اهمية للقاتل في الباعث وهو محاوله الهروب او الخوف من والد الفتاة وان الباعث لا يعتبر من عناصر التجريم ... توفر الركن الثالث في الجريمة
الاركان الثلاثة تؤكد ان عملية القتل هو قتل عمد
الأجراءات
تختص هيئة التحقيق والادعاء العام وفقاً لنظامها بإقامة الدعوى الجزائية ومباشرتها أمام المحاكم المختصة. ويتم التحقيق في القضية والبحث عن القاتل وجمع المعلومات وضبطها من رجال الضبط الجنائي هم الأشخاص الذين يقومون بالبحث عن مرتكبي الجرائم وضبطهم وجمع المعلومات والأدلة اللازمة للتحقيق وتوجيه الاتهام واخذ اقوال الفتاة ومحاولة كشف التلبس الحاصل في الجريمة من استخدام الساطور ورفع البصمات ...
وعند توفر الأدله الكافية في جريمة القتل والقبض عليه سوف تحال أوراق المتهم الى المحكمة لصدور حكم في القضية ... ولا يجور صدور حكم غيابي في النظام السعودي في الجرائم الجنائية
حكم القضية : لا نستطيع ان نجمع بين عقوبتين عقوبة الدخول الى حرمة المنزل وعقوبة القتل ... ولكن راح يتم اخذ عقوبة القتل لانها اشد من عقوبة الدخول الى حرمة المنزل
راح يكون صدور الحكم من خمس قضاء يتم تعينهم في القضية
بالقتل قصاصا ...
يتم انقضاء القضية
1..صدور حكم نهائي
2.التنازل او العفو من اولياء الدم
3.وفاة الجاني
وعند العفو او التنازل من اولياء المقتول يتم حرمان القاتل من الميراث و الوصية ...
اتمنى التوفيق للجميع ...