وصل القطار الى أرض الحريه
ترجلت منه حاملةً حقيبتي .. لتخونَني النظرهـ ..
صفوف هائله من ذوي الآرواح ..
متراصون .. وللمصير المجهول متجهون ..
أنِتصبتُ في الصفوف الوسطى
آمامي أفواج وخلفي آخرى ..
لـ يخذُلني حظي للمره السبعون بعد الآلف
فأقف بين الآنفاس اللاهثه والقلوب الراجفه
في خضم الآختنــاق ..
ماجت الجموع .. وماجت قدماي ..
ألقيت نظرة بإستراق
فـ بدوَنا كحبات الدومينو المتراصه
حبذا لو أن هنالك "
سبابةً" كبيره في السماء .. تُسدي الينا معروفاً
وتدفعنا بطرف أُنملتها .. لنتناثر وتتطاير آرواحنا ..
تبددت الصفوف .. وحآن مصيري
خاطبني كبير الجنود : أن مصيرك لم يُحدد بعد .. لذا عودي آدراجك ..
كلماته آلجمتني حد الجنون ..
خاطبني عقلي الباطن " لاعودة بعد عناء "
"
ولكل فعل ردة فعل"
لم أتيقظ بعدها الا على صُراخ الجموع .. وآلم في يدي اليُمنى
وبصمات آصابعي ملتصقه بوجنة ذاك الحقير
صرخ صرخةً كادت تسلبُني سمعي ..
آيها الجنود "
خذوها وقيدوها"
سمعاً وطاعه ..وكادت كتفاي تُفصل عن جسدي ..!
مرت على ناظري مناظر لمدينةٍ مسوَره..
وقلاع برؤوس مُدببه تعلوها رايات سوداء
وحصون آخترقت جدار السماء
وثكنات لتدريب الجنود
وآسرى آرهقتهم القيود
يستنجدوني وآستنجدهم ..خفيةٍ
حتى وصلت الى حُجرةٍ أشبهُ بزنزانه .. أم زنزانةٍ كالحُجره .. لا أعلم ..!
قذفوا بجسدي الضعيف قذفةٍ قبلتُ بها الأرض ..!!
همس آحدهم بسُخريه:
"
أن كنتِ تريدين تحرير قيودكِ .. لاعليكِ سوى أن تصرخي:أنا هنا يأرض الحريه"