الفرق بين فقه اللغة وعلم اللغة.:ـ
نشأ فقه اللغة عند العرب لأول مره حين وضع العالم اللغوي العربي أبن جني كتابه الشهير " خصائص عربية "
وقال أبن جني عن هذا الكتاب: هذا الكتاب ليس مبني على الحديث عن وجوه الإعراب وإنما هو مقام القول على أوائل أصول هذا الكلام
وكيف بدئ التماسها فساهم ذو النظر من المتكلمين والفقهاء والمتفلسفين والنحاة والكتاب المتأدبين التأمل به والبحث عن مستودعه.
وبين أبن جني أن دراسة فقه اللغة مختلفة عما عرف بالنحو والصرف أو جمع اللغة إذ يذكر أن ماسلكه لدراسة فقه اللغة عجز عنه
البصريون والكوفيون.
أما علم اللغة فهو علم حديث ظهر بمفهومه الدقيق لأول مره في منتصف القرن العشرين الماضي
حين وضع العالم اللغوي نعوم كتابه الشهير " التراكيب النحوية"
* وأهم الفروق بين العلمين ما يلي:ـ
1/ أن فقه اللغة لا يختص بدراسة اللغات بذاتها ومن أجل ذاتها ولكن يجمع إلى ذلك دراسات تشمل الثقافة والتاريخ والتقاليد ونتاج الأدبي للغة
موضوع الدراسة. أما علم اللغة ويسمى كذلك على اللسانيات فيركز على اللغة نفسها مع إشارات عابرة في بعض الأحيان إلى بعض
الحقائق الوثائقية والتاريخية وسواها.
2/ يولي علم اللغة معظم اهتمامه للغة المنطوقة وبعض الاهتمام المحدود للغة المكتوبة
بينما يركز فقه اللغة بالدرجة الأولى على اللغة المكتوبة مع اهتمام يسير باللغة المنطوقة.
3/ يستقي علم اللغة شواهده من جميع اللغات الإنسانية الطبيعية بينما يركز فقه اللغة على لغة بعينها.
4/ لا يضع علم اللغة حواجز بين العلوم اللغوية المختلفة كالنحو والصرف والأصوات والدلالة وسواها ويعتبرها أنظمة صغيرة تعمل معا ً داخل نظام كبير هو اللغة
بينما تدخل علوم اللغة كلا على حدى في منهج فقه اللغة.
يتبع
7
7