07-08-2008, 07:52 AM
|
#2
|
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثامن
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,729
|
مشاركة: طروس ملحمية!!
الطرس الأول
(( هل كان مرضي لعنة إيديولوجية ! ))
لازلت أتذكر تلك الليلة (الزمهريرية)..
من شتاء الكويت الناخر للعظم..
ففي أواخر عام 2001م ..
وتحديدا قبل أن يطوي صفحته بيومين، كنت في زيارة لدولة الكويت وذلك لإنجاز مشروع بحث كنت على وشك إصداره في كتاب حول ( صراع الإيديولوجيا وتأثيره في التنمية البشرية).
في تلك الليلة.. كنت مدعوا على وليمة أعدها لي في منزله د. وليد الطبطبائي ( الإسلامي المعروف في مجلس الأمة) وسهل علي المهمة في جمع الإسلاميين في مكان واحد لنقاشهم وطرح بعض الأسئلة عليهم..
لاأدري ماسبب الانفعال الذي أصابني في تلك الوليمة!
فالمفترض أن أكون طرفا محايدا ..
جل مهمته طرح الأسئلة والاستفسارات وجمعها ( بغثها وسمينها)..
ولكن – ربما – لوجود بعض الشخصيات التي اكتشفت بأنها من العصر ( الجيوارسي)
وتلتقي في شجرة أصلها مع (الديناصورات)..
والتي تشعر (بكهنوتية) لاتتردد من خلالها بالتصريح ( نحن أبناء الله وأحباؤه...)..
أقول:رؤيتهم ونقاشهم – ربما - كانت سببا رئيسيا في خروجي عن طوري، وانفعالي...
بعد العشاء..
ودعني صاحبي .. واتجهت إلى سيارة السفارة السعودية
قلت للسائق أوصلني إلى الفندق..
لاأخفيكم ياجماعة..
بأني من لحظة ركوبي للسيارة شعرت برغبة غريبة وملحة (جدا جدا جدا) تحتم علي الذهاب إلى دورة المياه..
وأنا لاأدري ماهي المسافة المتبقية للوصول إلى الفندق..
فبادرت بسؤال السائق..
فقال والله شوي بعيد، يمكن 10 دقائق..
قلت: زين .. بشرك الله بالخير ( ياحليل مشاويركم ياأهل الكويت .. إن طولت وتفلتت وتكلفت صارت 10 دقايق، وأنا في الرياض إذا بغيت أوصل لإشارة بيتنا جلست 10 دقايق)!!
وأنا في السيارة..
كنت أحاول التركيز والتفكير بحاجة ما تبعد عني الشعور ( السلبي) الذي ينتابني..
وفي كل ثانية يزداد الذي ينتابني.. وأن – والله – في حيرة من أمري!
ماهو السبب ..
هل أكثرت من شرب السوائل؟
هل هو البرد وعمايله السوداء؟
صدقوني:
كدت أن أموت من (الحشرة) و ( الحصرة) – أعتقد أن كثيرين مروا بهذه التجربة -
ومع قليل من ( الحقرصة) و ( المقرصة).. قررت أن أصدع بحاجتي الملحة للسائق..
بأن يأخذني إلى أقرب مكان عام فيه ( مستراح) الله يريح بالك.
وبدأت الفلسفة اللي مالها داعي!
قال لي: شوي .. وراح نصل إلى الفندق.
قلت : بلا فندق .. بلا نكد.
ياكابتن آنت شايف حالتي؟
ألا تدل (قسمة) من قسمات وجهي على وضعي الصعب!
لاأذكر أين اتجه بي..
لكن كل ماأذكره.. هو تنفيسه عن كربتي، نفس الله عن كربته!
ركبت السيارة من جديد..
وماهي إلا دقائق معدودة – لاتزيد عن الثلاث –
وإذ بذلك الشعور السابق ينتابني مرة أخرى!!
ياجماعة وش السالفة!
لكن هذه المرة .. ثمة عارض جديد مصاحب
واستغربت كيف اجتمعا في وقت واحد لتناقضيهما..
فكما توجد رغبة ملحة في التوجه إلى المكان ( اللي بالي بالكم)؛
كنت في ذات الوقت أشعر (بأن ريقي ناشف)
وفي حالة عطش وظمأ.. كما لو كنت محروما من شرب الماء ليوم كامل!
والله إني احترت في أمري..
وبديت أوسوس..
تارة أجس نبضي!
وأخرى حرارة جسمي!
والسائق – البلوشي الذي تذكرني بدلياته بداوود حسين في مسرحية انتخبوا أم علي - ينظر إلي من المرآة .. وكأنه حس بشيء!
وسألني: عمي شنو فيه؟
طبعا صاحبكم أبواليسر تملكه الإحراج..
بمعنى أنه من المستحيلات التي ستضاف إلى ( الغول والعنقاء والخل الوفي )؛ أن أصرح له عن حاجتي البشرية مرة أخرى..
وش راح يقول عني!
تونا ماأمدانا من 3 دقايق ياباشا!
أمداك ( تفلل التانكي)؟
فآثرت ( العض على الشحمة)
و ( الانثبار)
ريثما الوصول إلى الفندق الذي أصبح في نظري أبعد من مشوار بيتنا إلى استراحة العيال !
بمجرد أن لاح الفندق في الأفق..
قلت للسائق: أنا مستعجل جدا..
سأنزل من السيارة مباشرة.. وأما الأغراض والكتب والأوراق فاجعلها في السيارة وسآخذها في الغد ( عاش مصرف)
وليتكم ياسادة.. ترسمون في مخيلتكم صورة لي
وأنا ألج إلى (لوبي) الفندق..
وأطلب من الاستقبال مفتاح الغرفة..
وانتظاري للمصعد
وصعودي للغرفة..
كأنه (دهر) مر علي !!
ياساتر يارب...
ارتحت مرة أخرى..
وفتحت باب الثلاجة.. فوجدت قنينة ماء بحجم ( لتر)
من شدة العطش ياناس:
مجرد ماقمت بفتح القنينة.. ورفعتها إلى فمي
لم أضعها إلا وقد انهيت مابها (في جغمة واحدة على طول)!
والذي نفس أبواليسر بيده:
إني مسكت راسي من شدة الصدمة التي أصابتني...
فلاأدري مالذي أصابني اليوم!
ومع هذا كله.. بدأت فيني حالة من الخمول عجيبة
مع رغبة ماسة في النوم..
رغم أن السهرة مازالت في أولها!
فقلت (مابدهاش) أرقد ونم قرير العين..
والصباح يحلها ألف حلال!
طبعا.. مرضى السكر ( إذا كثروا من الضرب فيما لذ وطاب)
فهذا معناه : وداعا للنوم المتواصل في تلك الليلة.
بمعنى أنه: في كل ساعة أو اثنتين – على حسب طبيعة الضرب – سيفز من فراشه الدافئ .. نحو (دورة المياه) – أكرمكم الله ، صحة وعافية –
وهكذا طوال الليل...
وفي تلك الليلة ..
ودعت الأحلام السعيدة..
ودفء الفراش..
ولذة استغراق النوم..
حتى كدت أن اقترح على نفسي:
أن أفرش فراشي بالقرب من باب ..... !!!
عموما ياجماعة:
أنا عندي في الأصل والأساس عقدة من (الأدلجة)
وإني لأبغضها كما أبغض رؤية ( أرنلد شوارتزنيغر) !
وإني على يقين تام..
بأن لعنتها لاحقتني من أرض (السواد)
إلى أرض الفحيحيل و السالمية !
حتى أصابتني – أخيرا – في مقتل!
ولا أنا ( وشوله مشقي عمري )
و ( ناقز ) للكويت من أجل أن أحلل عمق الصراع الإيديولوجي !!
وآخرتها .. هي التي حللتني !
وكل شيء مقدر ومكتوب ...
هذرت عليكم كثيرا..
أليس كذلك؟
ولكن تلك هي أول ليلة لي .. ودعت فيها الحلا !
أما الهذرة والثرثرة .. ستتجلى في الطرس القادم
حينما ترون من المفارقات..
ماسيضحككم حينا..
ويستحلب الدمع حينا آخر...
واستروا ماوجهتم!
.................
هذا أول طرس من طروسه
|
|
|
|
|