07-08-2008, 07:55 PM
|
#19
|
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثامن
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,729
|
مشاركة: طروس ملحمية!!
الطرس الثالث
((لو مشيت بأمريكا في هذه الوضعية .. لعاقبني القانون!))
عدت إلى الوطن بعد رحلة مضنية من الأوهام المرضية..
فمن أصعب الأشياء على النفس البشرية أن تكون بحيرة من الشكوك التي تعبث في فسيفساء العقل!
قررت بمجرد الوصول أن أتجه إلى (مستوصف) طبي معروف يقع بجانب منزلنا..
ولجت للاستقبال..
وأنا لاأعرف إلى أية تخصص سأتجه؟
هل أتوجه إلى طبيب عام؟
أم أخصائي الباطنية؟
أم المسالك ؟
أم الأنف والأذن والبلاعيم...
بشكل سريع ينم على قدرة (فذة) في اتخاذ القرار..
هي أشبه بالقرارات البطولية لأصحاب المراكز الهرمية في وطننا المعطاء؛ قلت لموظفة الاستقبال:
أريد طبيب المسالك البولية..
فقالت : سم.
أثناء مكثي في غرفة الإنتظار، صالت وجالت (الوساوس) في عقلي الباطن والحاضر
ياترى..
ماذا سيقول الطبيب؟
كيف سيشخص حالتي؟
هل سيكون التشخيص سريعا.. أم سأقع في عبثية المواعيد والمراجعات والتحويلات المعقدة؟
حضرت نفسي لكي أكون جاهزا في طرح مالدي للطبيب..
ووكلت أمري إلى الله.
ولجت إلى حضرة الطبيب ( سوري الجنسية )..
وشرحت له حالاتي باختصار مشوب بقليل من الحياء.
سألني: هل أنت متزوج؟
قلت: لا .. فال الله ولا فالك!
وماعلاقة موضوع الزواج بما أشعر به..
ويبدو لي .. أن موضوع الزواج يستجلب العديد من الأمراض الهمية والغمية
لأنه سؤال تكرر علي عند كل طبيب أتجهت إليه
(مع احترامي وتقديري لحاملي عضوية القفص الحريري )..
أطرق الدكتور رأسه قليلا..
جاعلا (الفأر) يلعب بعبي..
ثم قال:
يا (إبني) اللي فيك حاجة طبيعية!
وهذا دليل على أن (كليتاك) تعملان بشكل ممتاز..
وأمر طبيعي أنك كلما أكثر من (التصريف الصحي)
ستشرب الماء بشكل متكرر !
فعلت في هذه اللحظة على محياي ابتسامة من 4 أشبار..
وقلت - بكل براءة - : بشرك الله بالخير يادكتور.
يعني مافيه حاجة لاستعمال دواء أو مضاد أو حتى وصفة (شعبية)؟
فقال: لا لا لا .. ياإبني إنتا صحتك تمام ، ولاتاكل هم..
خرجت من عند عبقري زمانه..
وفي نفسي (حسيكة) مما قال لي!
معقوووول .. صحتي مثل الحصان؟
خرجت من عنده..
واتصلت مباشرة على (خالي) وهو استشاري متخصص
لعله يفتيني في أمري.
بعد السؤال عن الحال والأحوال..
قلت له مافي نفسي..
فاقترح علي الذهاب إلى طبيب آخر يعرفه جيدا..
وألا أتوجه إلى (المستوصفات) فهي استغلالية وغير احترافية في معالجة الأمراض..
فقلت: ماأريك إلا ماترى ..
توجهت إلى الطبيب (الموصى) عليه..
عرضت عليه (الإكليشة) التي أصبحت أحفظها عن ظهر قلب..
فسألني: هل أنت متزوج!
المهم: كانت تشخيصه الأولي أن لدي (التهاب) في المسالك.
وآخذ جرعة تحليلة.. لم أجد مشكلة في توفيرها نظرا لحالتي المزرية
وعقد الصداقة الدائم بيني وبين (WC )
حتى في الأماكن العامة.. سؤالي الأول - لرجال الأمن هناك - يكون عن موقع (المستراح)
المهم.. اتجهت للطبيب
وقال: راجعنا بعد سويعات.
انقضت تلك (السويعات)
بمجرد استدعائهم لي..
هاه يادكتور.. طمني؟
قال: والله التحليل سليم 100%، ولايوجد لديك أي التهاب!
قلت: والزبده؟
قال: أعتقد أن موضوعك طبيعي..
وماعندك أي مشكلة!
قلت: أمتأكد أنت ياحكيم؟
قال: هذه نتائج التحليل .. وممكن أن تطلع عليها وتتأكد بنفسك!
خرجت من عنده وفي بطني (جحة) شتائية لم تنضج بعد!
والله (وكيلكم) ياجماعة..
3 شهور وأنا مقتنع أني مريض بشيء ما..
ولكن نصائح وتشخيص الأطباء يقول (مافيك إلا العافية .. وبلاش دلع)!
أو (فلسفتهم) البيزنطية:
والله فيك (التهاب بروستاتا) !
عندك نقص في فايتمين ب..
واضح أن فيك سوء تغذية..
هذه أعراض عادية للصداع النصفي!!!
هذا فيروس عادي ومنتشر هذه الأيام..
والذي نفسي بيده..
جربت غالب المضادات الحيوية، والمسكنات، والمهدئات..
حتى مللت وكللت و (طقت نفسي) ياجماعة.
وهنا.. بدأت سواليف المجتمع، واستجلاباتهم التراثية!
فأمي - متعني الله ببرها - تقول:
هذه ياياسر عين ماصلت على النبي..
أشرب من هذا (الجركل) المقري عليه، والمنفوث فيه
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..
وكنت أشرب و (أقرقرع) منه، إرضاءا لأم ياسر - فقط لاغير-
فكلمتها عندي لايمكن أن تصبح كلمتين.
أما جدتي .. فكانت تربت على رأسي وتقول:
ياولدي.. أنا من زمان شاكة في (فلانه)
حاطه عينها عليك..
وماتجيب إلا طاريك!
ولازم ناخذ منها شي علشانك..
فقلت في نفسي:
والله البلشة..
وأنا أهز رأسي، وأقول اللهم سلم سلم!
لاأخفيكم - علنا - ياسادة:
بأني عشت حالة من الكآبة
أثرت على مهنيتي..
وإنتاجيتي..
وطريقة تعاملي مع الناس.
وكنت أحاول قدر المستطاع ألا أظهر شيئا من ذلك..
ولكن مهما حاولت أو جربت (قمع) ذاتي مقابل عملي
فلا بد أن تبوح النفس رغما عني..
اقترح علي أحد الزملاء.. بأخذ فترة (نقاهة)
ابتعد فيها عن ضغوط العمل
فلربما كان لذلك الأمر - ضغط العمل - دور رئيس في تردي حالتي.
في تلك المرحلة..
شعرت بأني على وشك ( الذبول)
فحالتي الصحية وصلت إلى حد مزر..
فقد نقص وزني إلى (50) كيلو
وغدا لون وجهي (مصفر) فاقع لونه .. يسوء الناظرين
وهالات سوداء تحيط بعيني، كمن أفنى عمره في معاقرة الشراب
إلى درجة أني في الصباح الباكر..
حينما أقوم ( بتفريش) الأسنان
أشعر بشيء يتحرك معي .. ثم يسقط!
وإذ به (ضرس) أو (سن) من فكي..
يسقط تلقائيا دون أدنى مقدمات!
والله إني لاأبالغ..
معلومة ( ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤثر سلبا على جميع وظائف وأجهزة الجسم.. وخاصة الأسنان حيث تؤدي إلى تساقطها)
اتجهت إلى ربي..
بعد أن أنقطعت بي السبل
ملحا بالدعاء في أن يكشف مابي من ضر..
وأن يوفقني إلى طريق السداد
وماأجمل تلك اللحظات التي تشعر فيها بضعف نفسك
وأنك تأوي إلى ركن شديد..
كان ذلك بعد إصابتي بحوالي 7 شهور..
في صبيحة أول يوم من أيام شهر (رمضان)
كنت صائما..
بعد أن ضربت في السحور ( أحلا وأدسم وجبة)
وعندما استيقظت ظهر ذلك اليوم..
قلت لماذا لاأتجه إلى جهة متخصصة في تحليل الدم..
وبالفعل توجه إلى مختبر خاص ومتقدم..
قلت لهم: أريد أن أعمل فحص شامل إضافة إلى تحليل للدم.
مباشرة شرعوا في الأمر..
وماهي إلى ربع ساعة..
نعم ( ربع ساعة) لم تزد أو تنقص..
حتى دخل علي (الدكتور) بنفسه
وليتكم تتخيلون شكل الدكتور أثناء دخوله علي:
وين ياسر..
وين ياسر؟
وهو يطالع بالموجودين في غرفة الانتظار بشكل مخيف!
أنا فزيت فزة..
تعادل فعل يعقوب عليه السلام يوجد أن وجد ريح يوسف!
نعم يادكتور..
قال: أنت ياسر!
قلت: أخلص وش السالفة؟
مسك رأسه .. وقال لي - بنص العبارة -:
هل تعلم لو أنك كنت في أمريكا
وتمشي وأنت في هذه الحالة لكانت جريمة تعاقب عليها !!
تعال معي بسرعة..
وأنا إلى هذه اللحظة (اتحسب) على ذلك الدكتور.. على أسلوبه وطريقته (الترويعية) في إبلاغي!
وتمنيت لو قلت له:
لو كنت في أمريكا.. ورفعت عليك وعلى أسلوبك قضية، لكنت الآن من أصحاب الملايين
المهم:
في داخل مكتبه .. سألني:
ماذا تسحرت بالأمس؟
فذكرت لك مالذ وطاب من المأكولات.
فقال: هل تعلم كم نسبة السكر في دمك؟
قلت: سكر!!
قال: نعم.. نسبته تبلغ 620
طبعا أنا لاأعرف أصلا كم النسبة الطبيعية في جسم الإنسان الطبيعي.
فقلت له: يعني؟
قال: النسبة الطبيعية تترواح بين 120 - 140، بعد الأكل بساعتين
وأنت صايم لك أكثر من 12 ساعة
ونسبته في دمك تصل إلى هذا الرقم الجنوني...
أنت لازم تراجع أقرب دكتور باطنية بأسرع وقت..
وضعك حرج جدا جدا!
خرجت من عنده..
وأنا أقول ياإلهي.. 8 من الشهور وأنا مصاب بالسكر!
آخر مرض كنت أتوقع أن أصاب به هو مرض السكر!
ولم أستغرب بعدها بعد أن علمت بأن ( نصف مرضى السكري لايعرفون إصابتهم بالمرض إلا في وقت متأخر)
ومن هذه اللحظة.. تغيرت حياتي
أو بالأصح ..
أستطعت تغيير حياتي .. بعد لت وعجن
وقيل وقال.
ودخلت في أولى مراحل العلاج..
وفي الجدل (الاجتماعي).
وكان كل همي في تلك اللحظة:
كيف أوصل الخبر إلى والدتي الحبيبة.
وكالعادة:
أعذروني ياسادة على ثرثرتي..
ولعلكم تطوعون أنفسكم على ذلك في طروسي القادمة.
واستروا ماواجهتم
.......................
يتبع لاحقاً بإذن الله ..
|
|
|
|
|