الموضوع: طروس ملحمية!!
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 09-08-2008, 04:34 AM   #6

M!Ss AmoOoLa

ღوفاء في زمن الجفاءღ

الصورة الرمزية M!Ss AmoOoLa

 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثامن
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,729
Smile مشاركة: طروس ملحمية!!

الطرس الخامس

(( أول موعد غرامي مع إبرة الإنسولين )) نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ياسادة..

من منا لم يمارس معه – في صغره - الإرهاب الإجتماعي من قبل الأسرة
بتخويفه من (البعبع) و (حمارة القايلة)
إن (تشيطن) و ( كثرت هذرته )
ولعل ( إبرة الدكتور) كانت من أبرز مقومات (التخويف) و (الإرهاب)
التي لم تزل تمارس إلى وقتنا الحاضر ...

عندما شخصت الطبيبة حالتي..
وحددت العلاج .. وقررت أن (أبط) نفسي بإبرة الانسولين مرتين يوميا
قلت:
دكتور (ينغزني) بإبرته.. قد تكون معقولة
لكن أن ( أنغز) نفسي... فـ(معصي)!

حذرتني الدكتورة -وفق تعليماتها-
بأني – وبمجرد – أخذ جرعة الإنسولين فلا بد من من تناول وجبة بعدها خلال 20 دقيقة...
وإلا...
لن تلومن إلا نفسك!

فقد تتعرض إلى هبوط في السكر..
والهبوط قد يؤدي إلى الإغماء..
والإغماء قد يؤدي – لاسمح الله – إلى الوفاة.

واستمرت النصائح:
اجعل في جيبك أو سيارتك أو محيط عملك قطعا صغيرة من (الشوكلاته)
فقد ينخفض مستوى السكر لديك في أي لحظة..
أحمل في محفظة نقودك بطاقة تعريفية (يحملها كل مريض سكر) بحيث تعرف حالتك مباشرة لو تعرضت لأي عارض..
انتبه لطعامك.. واجعل وجباتك اليومية ست وجبات خفيفة بدلا من ثلاث ثقيلة
مارس الرياضة بشكل يومي لمدة نصف ساعة.. وعلى الأخص رياضة المشي
نوع أماكن الوخز..
تارة في البطن
وأخرى في الفخذ
ويوم في الذراع...

ومع زخم أفعال الأمر والنهي والتحذير..
ومع فلك (اليجبيات)
قلت في نفسي:
هلك سعد .. وهلك معه سعيد!
والثور الأسود أكل مع أخيه الأبيض!

فأعلنت حالة التأهب..
فاقت حالة اللون (البرتقالي) في الولايات المتحدة

ومن حسن حظي أن علاجا جديدا يعرف بـ( قلم الإنسولين)
عوضني عن الإبرة التقليدية.. ومهمة الخلط بين الإنسولين العكر والصافي
حيث لاتستغرق عملية الحقن – بالقلم – سوى ثوان معدودة
ويمكن حمله في أي مكان...

عدت في ذلك اليوم إلى منزلي..
متأهبا ..
ومترقبا..
أن يحين أول موعد لي مع حقنة الإنسولين..

ناديت أخي..
وقلت له: أثبت مكانك وكن بجانبي
وجهز سيارتك
فوالله لاأعلم ماقد يصيبني..
فإن سقطت عليك ..
فاحملني بسرعة إلى أقرب مستشفى.

جهزت حقنتي الأولى..
واخترت بطني ليكون أول مستقر لها..

ليتكم حضرتم ذلك المشهد..
وأنا أمد يدي تارة..
وأؤخرها تارة أخرى.

مستحضرا في ذهني لحظات الوخز في غمضة عين..

استجمعت قواي..
وسميت بالله.. وبكل رقة وعذوبة اقتحمت الإبرة أنسجتي
وذاب منتشرا الإنسولين في أنحاء جسمي..

شعور لم أتوقعه!
ولم أتخيل أن الأمر بهذه السهولة..

فلاأكذب عليكم إن قلت بأني لم أشعر بشيء يذكر!
ولكأنها مجرد قرصة .. قرصت بها بكل حنان ورأفة...

أين رعب الإبرة؟
وألم الوخز..؟

فعرفت أخيرا بأن إبر الإنسولين تختلف جذريا عن بقية الإبر..
في الحجم
وآلية التدفق..

وتلك رحمة من ربي للمصابين بالسكر.

بكل الأحوال..
مع حقن الإنسولين.. تغيرت حياتي للأفضل
فقد شعرت بـ(خفة) في جسمي..
ومؤشرات المرض تلاشت..
واستجابة جسمي التدريجية للإنسولين غدت واضحة.

كانت معاناتي الوحيدة آنذاك:
هي موضوع التنقلات والسفر..
فبحكم عملي .. كانت حقيبتي دائما على كتفي
واستوطنت الطائرات بدلا من منزلي..
مشرقا ومغربا.

الإنسولين ياجماعة يحتاج إلى تخزين جيد..
ولطقس بارد..
وأي محاولة لتعريضه ساعة من نهار في جو بلدنا العليل الرائع سيتكفل بإعطاب الجرعة.
فكيف لو كان تنقل لساعات طوال عبر طائرة تستغرق 6 أو 7 ساعات في رحلتها؟

كنت في الطائرة.. أنادي الموظف المختص وأشرح له وضعي الصحي
وأردفه بطلب مؤدب عن حاجتي لاستخدام ثلاجتهم لوضع الحقنة فيها..
وبكل برودة أعصاب تكون الإجابة:
ممنوع ياباشا!
والحل:
خذ هذه الأكياس..
ضع فيها ماتشاء من الثلج.. وضع حقنتك فيها

ياكابتن ..ا
ياحبيب..
ألم تدرس في يوم ما أن الثلج يذوب بفعل الحرارة!

وعلى هذا الحال تستمر رحلتي.. في كل ساعة أقوم باستبدال الثلج الذائب بآخر مجمد.
وكل ذلك.. علشان خاطر عيون الإبرة!

ياسادة..

ارتفاع السكر لايمثل مشكلة عند صغار السن
ولكن الرعب ..
والشبح الحقيقي..
حين تصاب بانخفاض مفاجئ للسكر!
فعندئذ كما يقال (تعرف أن الله حق) ..

ودونكم بعض المشاهد التي لاتنسى من الذاكرة فيما ورد في طرسي القادم مع انخفاض السكر.

وزي العادة:
استروا ماواجهتم

 

توقيع M!Ss AmoOoLa  

 



 

M!Ss AmoOoLa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس