حتى لا تكون دجــــــــــــــــاجة
كان النسر القوي ذو المخالب المفترسة يعيش على قمة أحد الجبال , وله عش ملئ بالبيض على قمة إحدى الأشجار .. وذات يوم اشتدت الرياح فاهتزت الشجرة واهتز العش معها , وسقطت بيضة من بيض النسر , ولم تكسر وظلت البيضة تتدحرج حتى نزلت في عشة للدجاجات في بيت مزارع عند سفح الجبل , وعندما رأت الدجاجات البيضة تعجبن :
ما هذه البيضة ؟!
ولماذا هي بهذا الشكل ! !
وتطوعت إحدى الدجاجات للاعتناء بالبيضة , والاهتمام بها , ومرت الأيام وفقست البيضة
وخرج منها نسر جميل صغير , وبدأ يتربى مع الكتاكيت , وكبرت الكتاكيت , فأصبح دجاجا , ومازال النسر على شاكلته رضي بأن يكون دجاجة ضمن الدجاجات
وذات يوم كان يلعب عند النهر ونظر في السماء فرأى شيئا يشبهه تماما ولكنه يطير في السماء
فقال لنفسه :
لماذا لا أفعل مثلما يفعل .. رأته الدجاجات فقلن له :
ماذا تفعل أيها المجنون أنت دجاجة مثلنا لن يفيدك ما تفعل ولن تكون نسرا في يوم من الأيام ..
كاد النسر يرضخ لكلامهن ويقتنع برأيهن ويرضى بعيشة الذل معهن ..
لكنه فكر قليلا وقال في نفسه :
وما الخسارة التي ستقع علي ؟! .. أجرب .. وقام بالتجربة , وسقط في أول الأمر , لأنه لم يكن يملك الرغبة الكافية , ولكنه زاد من حماسه , وعزم على أن ينجح , وحرك جناحيه ,
وكم كانت فرحته وهو يحلق في السماء , ويرى الأرض والأشياء صغيرة تحته ,
وكم كانت دهشة الدجاجات من تحته وتيقن أن ما يعتقدن كان خطأ , وعاد النسر لطبيعته ..
فإن ركنت لواقعك السلبي , وقادك الإحباط في حياتك فأنت حينئذ دجاجة ,
ولكن لو تغلبت على طاقة اليأس والإحباط فأنا أراك تحلق في سماء الكون الشاسعة ,
وترفع رأسك للكفاح وتحقيق الطموحات ..
و اعلم أن نجاحك من فشلك , وصدق الشاعر حين ذم أولئك الذين يقنعون بحياتهم ولا يبحثون عن الطموح :
شباب قنع لا خير فيهم
فبورك في الشباب الطامحين

سبحان الله وبحمده,عدد خلقه, وزنة عرشه, ورضا نفسه, ومداد كلماته
|
|