[نجـــد]

من ذهول الصدمة مساء أمس لم استطع أن أقول شيء غير رحمك الله أبا يارا
وفي هذا الصباح .. اتجهت إلى مكتبتي الصغيرة لكي أبحث عن مؤلفاته وظللت اقرأ واقرأ حتى امتلأت صفحاته بدموعي
بكيتُ وبكت حروفه معي ..
~
لقد استفدت منك الكثير والكثير سواء من ناحية دراستي في الإدارة ومساراتها أم من ناحية اهتماماتي كالأدب
كنت أقرأ جمال ذاتك في أحرفك ومازلت أقرأ ولكنني بت أقرأك بحزن شديد ...

أتوجع ألماً لفراقك بالرغم أنني لم أقابلك طوال حياتك ولكنني قابلت أحرفك النيرة وكلماتك الشامخة بعزتها!

إن الحروف قد حزنت وأعلنت حدادها على فراقك يا أبا يارا ..
~
مات في الظلمة لم يشعر به .. حتى المساء ..
فكأن الشوق لم يورق دعاء في جفونه
وكأن الليل لم يثمل على رجع لحونه
..
مات أصدق رجل في الدولة
مات وبرحيله فقدت المملكة أحد رموزها ورجالها المخلصين
..
طالما كان حضوره الباهر وابتسامته المنطلقة وكلماته الساحرة كوناً من أمل ووعد جديد
فقد مات وَ مات الأمل معه..!
~
لعمرك ما الرزية فقد مال .. ولا شاه تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص .. تموت بموته خلق كثير

رحمك الرحمن أبا يارا وعوض الوطن برجال أن استطاعوا أن يقدموا ربع ماقدمت .. فهو خير!

وهنا من رثاء النفس لها نصيب ، ما كتبه أبو يارا قبل وفاته و هو يرثي نفسه و قد قال فيها:

ماذا تريدُ من السبعينَ.. يا رجلُ!
لا أنتَ أنتَ.. ولا أيامك الأُولُ
كأنّما هي وجهٌ سَلَّه الأجلُ
أوّاه.. سيدتي السبعونَ معذرةً
إذا التقينا ولم يعصفْ بيَ الجَذَلُ
قد كنتُ أحسبُ أنَّ الدربَ منقطعٌ
وأنَّني قبلَ لقيانا سأرتحلُ
أوّاه.. سيدتي السبعونَ معذرةً
بأيِّ شيءٍ من الأشياءِ نحتفل؟!
أبالشبابِ الذي شابتَ حدائقُهُ؟
أم بالأماني التي باليأسِ تشتعلُ؟
أم بالحياةِ التي ولَّتْ نضارتُها؟
أم بالعزيمةِ أصمت قلبَها العِلَلُ؟
أم بالرفاقِ الأحباءِ الآلىء ذهبوا
وخلَّفوني لعيشٍ أُنسُه مَلَلُ!
تباركَ اللهُ.. قد شاءتْ إرادتُه
ليَ البقاءَ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!
واللهُ يعلمُ ما يلقى.. وفي يدِه
أودعتُ نفسي.. وفيه وحدَه الأملُ

طبت حياً وميتاً .، ،
~
حانقة جداً على هذا الهدوء الذي جاء مع موتكَ يا عظيم ..
لم تكن " مايكل جاكسون" ولا حتى " أحمد زكي " حتى تثير هدوء شاشاتنا وتصبح القنوات خالية من كل شيء إلا من " صورهم " و " سيرهم الذاتية " و " مسيرة انجازاتهم " ..
لكنكَ واللهِ أعظم وأعظم وأعظم ....

:(
~
اللَّهُمَّ أبْدِلهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ .. و أهْلًا خَيْرًا مِنْ أهْلِه .. و أدْخِلْهُ الجَنَّة و أعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ و عَذَابِ النَّار .. اللَّهُمَّ عَامِلْهُ بِمَا أنْتَ أهْلُهُ .. و لَا تُعَامِلُه بِمَا هُوَ أهْلَهُ .. اللَّهُمَّ اجْزِهِ عَنْ الإحْسَانِ إحْسَانًا .. و عَنْ الإسَاءةِ عَفْوًا و غُفْرَانًا .. اللَّهُمَّ إنْ كَانَ مُحْسِنًا فَـ زِدْ مِنْ حَسَنَاتِهِ .. و إنْ كَانَ مُسْيئًا فَـ تَجَاوَز عَنْ سَيِّئَاتِه .. اللَّهُمَّ ادْخِلْهُ الجَنَّة مِنْ غَيْرِ مُنَاقَشَةِ حِسَاب و لَا سَابِقَة عَذَاب .. اللَّهُمَّ آنِسَهُ فِيْ وِحْدَتِه و فِيْ وَحْشَتِهِ و غُرْبَتِه .. اللَّهُمَّ أنْزِلْهُ مَنْزِلًا مُبَارَكًا كَمَا أنْزَلْتَهُ فِيْ الدُنْيَا و أنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِيْن .. اللَّهُمَّ أجْعَلْ قَبْرَهُ رَوْضَة مِنْ رِيَاضِ الجَنَّة .. و لَا تَجْعَلُ قَبْرَهُ حُفْرَة مِنْ حُفَرِ النَّارِ .. اللَّهُمَّ امْلأ قَبْرَهُ بِـ النُّورِ و الرِّضَا و السُّرُور .. اللَّهُمَّ إنَّهُ كَانَ يَشْهَدُ أنَّكَ لَا إلِهَ إلَّا أنْتَ و أنَّ مُحَمَّد عَبْدُكَ و رَسُولُك و أنْتَ أعْلَمُ بِذَلِكَ .. فَـ اجْعَلْهُ مِنْ أهْلِ الفِرْدَوْسِ .. مَعْ الصِّدِيْقِين و الصَّالِحِيْنَ و الشُّهَدَاءِ
.. ، ،
إلِهَي .. ألْهِم أهْلَهُ الصَّبْرَ و السلْوَان

.. مشاعر آل فهد .."نجد"