عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 29-08-2010, 03:02 AM   #108

الــ ـحـ ـافــيـ ــ ــة

جامعي

الصورة الرمزية الــ ـحـ ـافــيـ ــ ــة

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
التخصص: it
نوع الدراسة: إنتظام
الجنس: أنثى
المشاركات: 268
افتراضي رد: بدع العصر الحديث والرد على الشبهات

حديث : حسبي من سؤالي علمه بحالي



السؤال:

هل هذا الحديث صحيح : ( حسبي من سؤالي علمه بحالي ) ؟ .


الجواب:

الحمد لله

هذا الكلام يروى عن إبراهيم عليه السلام لمَّا رمي به قومه بالمنجنيق إلى النار استقبله جبريل فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا ، قال جبريل : فسل ربك . فقال إبراهيم : حسبي من سؤالي علمه بحالي .

وقد ذكره البغوي في تفسير سورة الأنبياء مشيراً إلى ضعفه (5/327) .

وقال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (1/183) :

وَمَا يُرْوَى أَنَّ الْخَلِيلَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي الْمَنْجَنِيقِ قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : سَلْ قَالَ " حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي " لَيْسَ لَهُ إسْنَادٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ بَاطِلٌ بَلْ الَّذِي ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : " حَسْبِي اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " . . .

وَأَمَّا سُؤَالُ الْخَلِيلِ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهَذَا مَذْكُورٌ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَكَيْفَ يَقُولُ حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي ؟! .

وقال أيضاً (8/538) :

وَأَمَّا قَوْلُهُ : حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي فَكَلامٌ بَاطِلٌ خِلافَ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ عَنْ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَغَيْرِهِ مِنْ الأَنْبِيَاءِ مِنْ دُعَائِهِمْ لِلَّهِ وَمَسْأَلَتِهِمْ إيَّاهُ وَهُوَ خِلافُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ مِنْ سُؤَالِهِمْ لَهُ صَلاحَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ كَقَوْلِهِمْ : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة/201 . وَدُعَاءُ اللَّهِ وَسُؤَالُهُ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ عِبَادَةٌ لِلَّهِ مَشْرُوعَةٌ . . . اهـ .

وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة (21) وقال : هو من الإسرائيليات ولا أصل له في المرفوع . اهـ.

وقد أخذ هذا المعنى بعض الصوفية فقال : "سؤالك منه اتهام له" .

قال الألباني رحمه الله :

"وهذه ضلالة كبرى ! فهل كان الأنبياء صلوات الله عليهم متهمين لربهم حين سألوه مختلف الأسئلة ؟ فهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول : ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا . . . ) إبراهيم /37-38 . إلى آخر الآيات ، وكلها أدعية وأدعية الأنبياء في الكتاب والسنة لا تكاد تحصى ، والقائل المشار إليه قد غفل عن كون الدعاء الذي هو تضرع والتجاء إلى الله تعالى عبادة عظيمة بغض النظر عن ماهية الحاجة المسؤولة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) ثم تلا قوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/60.

وذلك لأن الدعاء يظهر عبودية العبد لربه وحاجته إليه ومسكنته بين يديه ، من رغب عن دعائه ، فكأنه رغب عن عبادته سبحانه وتعالى ، فلا جرم جاءت الأحاديث متضافرة في الأمر به والحض عليه حتى قال صلى الله عليه وسلم : " من لا يدع الله يغضب عليه "

أخرجه الحاكم (1/491) وصححه ووافقه الذهبي وهو حديث حسن ، وقال صلى الله عليه وسلم " سلوا الله كل شيء حتى الشسع ، فإن الله عز وجل إن لم ييسره لم يتيسر " أخرجه ابن السني (رقم 349) بسند حسن ، وله شاهد من حديث أنس عن الترمذي (4/292) وغيره .

وبالجملة ، فهذا الكلام المعزو لإبراهيم عليه السلام لا يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في الإسلام فكيف يقوله من سمانا المسلمين ؟!" اهـ

سلسة الأحاديث الضعيفة (1/29).

الإسلام سؤال وجواب

 

الــ ـحـ ـافــيـ ــ ــة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس