موسيقة راتشيمنوف
الساعة السابعة صباحا اليوم الاثنين في يوم 21 شعبان سنة 1429 هجرية.
قررت ان اخرج الى شاطئ كورنيش جدة بمفردي واستطيع ان اقول انه قريب من منزلي الواقع في حي المحمدية. لماذا قررت ان اخرج في ذلك الصباح ؟ السبب الوحدة ,وتوسيع افاق خيالي في مقطوعة موسيقية اكثر من رائعة سمعتها في ساعة متأخرة من الليل للموسيقي الروسي الراحل: سيرجي راتشيمنوف.
هي موسيقة الكونشيرتو الاولى لراتشيمنوف . فقط استمعت اليها لكن لم اعرف مغزى هذه المقطوعة الموسيقية.لكني حدثت نفسي وقلت:تتحدث عن الوحدة , واقتنعت انها تتحدث عن الوحدة. كنت حينها اتخيل ان راتشيمنوف شخص استقراطي فاحش الثراء حين كتب هذه الرائعة التي تتدعى موسيقى الكونشيرتو الاولى يعيش في منزل كبير او قصر وحيد توسعت عواطفه والف شئ يتحدث عن وحدته الاليمة هل هكذا كانت حياة راتشيمنوف لا ادري لكن شعوري قادني الى مثل هذا التصور . لماذا تعمدت ان استمع اليها؟ لا ادري لكن ربما هربا من واقع الحياة التعب والارهاق اليومي الذي اجده وفشلي في خطوبة قريبة لي كنت احبها والمشاكل الاسرية التي نعاني منها. كنت هادئ للغاية وساكن الحركة وانا استمع اليها في صالة المنزل الكبيرة وكان خيالي يتوسع اكثر فاكثر في وكأن لسان حالي حينها يقول ان الوحدة روحانية مقدسة في مثل هذه اللحظات وفي مثل نفسيتي المنتشية في تلك الليلة. وكأن نفسي تخاطبني حينها وتقول ان الوحدة هي طهارة القلب , وكبر افاق تخيلات القلب , وان تحويلها من شئ مكروه الى شئ محبوب هو امر يعد استسلام لابد منه حاولت ان اخرج من سجن الوحدة والانعزال الى فضاء الحب وشراكة الحياة. لكن هيهات حاولت لكن فشلت. كان المنزل خاليا حينها من ابي وامي واخوتي الثلاثة كنت فرحا حينها لاني سوف احضى بفرصة للاسترخاء وانا استمع الى موسيقى الكونشيرتو تلك وارفع مستوى الصوت الى اعلى مستوى واقفل انوار المنزل عدا الانوار الدافئة او بالاحرى الخافتة. لم اكن ممسك كتابا او شئ ما سوى اني ساكن الحركة , وقلبي يشعر بالارتياح لاني شعرت بلذة لم اكن اتصور بان انالها في ليل هادئ ومنزل خالي من الاشخاص . الذين ربما ينظرون الى شخص في العشرين من عمره يستمع الى موسيقى على مدار اربعين دقيقة دون ان يحرك ساكنا. لكن في صباح اليوم الثاني قررت ان اخرج الى الشاطئ حينها يكون خاليا. وفرصة سانحة ان استمع الى رائعة راتشيمنوف عند شروق الشمس ووضوح منظر البحر. ظللت ماكث في السيارة لم اخرج منها ولم افتح النوافذ. بأشتثناء رفعي للصوت جهاز الهاي فاي وانا انظر الى منظر البحر وكأن الامواج الهادئة ايضا تتحدث حينها عن الوحدة . حاولت ان اوسع افكاري وخيالي يومئذ لكن لم استطع .ربما لاني استنزفت جميع افكاري وتصوراتي في الليلة الماضية .في النهاية عدت الى المنزل .
ونمت . وعدت من جديد الى واقع الوحدة المؤلمة الخالية حينئذ من صوت موسيقى راتشيمنوف.
تحياتي
|