وحتى يصلوا إلى تحقيق هذه الأهداف أيقنوا أنه لا بد من إيجاد بيئة قابلة للتغيير، تنسجم مع واردات الأفكار، وتندمج مع نواياهم الخبيثة، أركانها هم هواة التغريب ودعاة التقريب، وليكونوا من أبناء الأمة الإسلامية من الجهلة بالدين، والخونة والمنافقين، والعملاء والمدسوسين، والمستغربين والمتنصرين والمتهودين؛ ليكون ذلك عوناً لهم، ويخفف كثيراً من الصعاب، إذ إن إيجاد مثل هذه الخلايا المسمومة وبثها في المجتمع الإسلامي كفيل بإيصال الأفكار الغربية الظلامية إلى منبع النور، وتعود إليهم من خلال هؤلاء فوائد كثيرة منها:
1. أنهم يوفرون لهم أموالاً كان ينبغي تصريفها في كفاية الغزاة الراحلين من بلادهم إلى بلادنا لبث أفكارهم.
2. لأنهم من أبناء جلدتنا فإنه سيكون قبول أطروحاتهم أكثر؛ لما عندهم من معرفة بالواقع، ودراية بأولويات الأمور، ولأن الشك لا يتبادر إليهم بالخيانة.
3. على افتراض فشل الغزو الفكري في بلدٍ ما، فلن يُعدَّ فشلاً مادام قد بذرت بعض الجذور فيها، بمعنى: أن الغزو حقق بغيته من طائفة معينة هم الذين ساعدوا في نشره.
4. يكون المتآمرون الحقيقيون في بعد عن النزاع والخلاف والعداء، وعند وجود الخلاف يكون خلافاً داخلياً يكونوا قد سلموا منها، وقد يمكنهم التدخل كوسيط، وتكون لهم منة وفضل.