/
/
اليوم الأربعاء
وساعتي تشير الى 9:39 مساءً
/
قبل ثلاثة أيام يأتيني اتصال وأتجهت الى قسم الطوارئ
وفي صباح مشحون بالعمل من أيام المرابطة وفى حوالي الساعة الثامنة والنصف دخل عجوز يناهز السبعين من العمر لإزالة بعض الغرز له من يده وذكر انه فى عجلة من أمره لأن لدية موعد فى التاسعة
قدمت له كرسيا وتحدثت قليلا معه والممرضة تزيل الغرز وتهتم بجرحه
سألته : اذا كان موعده هذا الصباح مع طبيب ولذلك هو فى عجلة !
أجاب : ( لا ) .. لكنى أذهب لدار الرعاية لتناول الإفطار مع زوجتي
فسألته : عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية ؟
فأجابني : بأنها هناك منذ فترة لأنها مصابة بمرض ( ضعف الذاكرة )
بينما كنا نتحدث انتهينا من التغيير على جرحه .
وسألته : وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الميعاد قليلا ؟
فأجاب :
(( أنها لم تعد تعرف من أنا . إنها لا تستطيع التعرف على منذ
خمس سنوات مضت ))
قلت مندهشاً : ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت ؟ !!!!!!!
ابتسم الرجل وهو يضغط على يدي وقال: هي لا تعرف من أنا ، ولكنى أعرف من هي .
اضطررت أخفاء دموعي حتى رحيله
وقلت لنفسي :
(( هذا هو نوع الحب الذي أريده فى حياتي ))
نحن جميعا نريد هذا الحب فى حياتنا
نعم نحن نريد هذا الحب الطاهر فى حياتنا
نريد ان يحبنا من حولنا هكذا .. والدينا ، اخواننا ، اصدقاؤنا و أهلنا و ابناؤنا
سبحان الله من بعد أن فقدت الذاكرة ولا تعرف من هو ومع ذلك فهو مازال يحبها ويعرف من هى
/
/
/
ودمتم بالسعادة
/
/
/