بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
سأروي لـكُم هُنـا ليلة من ألف ليلة و ليلة
فيها الكثير من الحقائق المُغيبة عن أعين اعلامنا الشفاف و الموضوعي
قصة لا يحس بها الا من عاصرها
حدثت في جامعة الملك عبدالعزيز
جامعه أقل ما يُطلب منها كصرح و منهل تعليمي كما تنسب لنفسها
و ما لا أنكره عليها , بخطة للطواريء و لو كانت خطة بسيطة و بدائية
كنا نختبر مادة في اخلاقيات العمل .. جميلة في مضمونها
اسلامية في مصادرها وأمثلتها .. ألا ان مُسلمي مدينتنا أول من تخلى عن تلك المباديء
و القيم .. و مسؤولي جامعتنا أيضا معهم
لأني أرى أن جامعة الملك عبدالعزيز ماهي الا جده الصغيرة
ورثت عن أمها كل ما هو مؤلم لتعيش يتيمة مأكولة أموالها بالباطل ..
مادة درسنا فيها عن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قاعدة موجزة بليغة
.. لا ايمان لمن لا أمـانة له ..
و كأنه يرى صلوات ربي و سلامه عليه ما نراه اليوم
بعد مرور نصف ساعه من زمن الاختبار وفي احدى قاعات المنكوب 420
سمعنا صوت الرعد التفتنا ورائنا نحو نافذة القاعه الشاهقه لنرى سماء حالكة السواد
أرتعبنا قليلاً فيأتينا أمر الدكتورة بالنظر في أوراقنا
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا
أستأنفنا اختبارنا و لم يأتي أحد ليطمأننا أو لينبـهنا
فظننا أنها مجرد أمطار عادية
نصف ساعة أخرى سمعنا أصوات أقوى من سابقتها بمراحل ..
كانت صواعق .. زاد خوفنا و هلعنا سلمنا اوراق الامتحان فينا من تظلل وهي لاتدري
لأي سؤال هذا التظليل ..
سلمت ورقتي ع استعجال فتحت باب القاعه لتغطس قدماي في بركة من الماء
أي ان الماء دخل للمبنى و لقاعاته
توجهت نحو البوابة الرئيسية للمبنى لأرى العديد من الطالبات يحاولن الخروج
لتمنعهم موظفة الأمن .. أي اننا محجوزون بقوة النظام الجامعي
طالبات هلعات .. مطر غزير .. شبكة جوال مقطوعه .. موظفات شؤون باكيات
ليسرح خيالنا في ما يحدث خارجا ولا نعلمه ..
فجأة تختفي موظفة الأمن الصغيرة و تقول احدى موظفات الشؤون الباكيات
" اخرجوا كل شيء برى اسعاف , شرطة "
تقولها وهي ترتدي عبائتها تسابقنا و تدافعنا ليزيد خوفنا ع خوف
منظر مُخيف كان في طريقنا وهو فتحات غرف التبريد كانت تصب شلالاً من الماء
توجهنا للبوابة الشمالية الثالثة بجانب المبنى لنرى كهرباء مقطوعه و رائحة ماس كهربائي
نخرج للشارع لنرى نهر جاري و سياره علقت في الماء و دخلتها المياه الى ما يقارب نصفها
يا الله كم نحن بني البشر ضعفاء و أضعفنا من هو مسؤول عناذهب و تركنا
نتواصل مع ذوينا برسائل الجوال لأن الشبكة شبه معدوومة و لا صوت يُسمع
طال انتظارنا .. أقل ما نطلبه مكبر صوتي لتوجيه الطالبات و مظلات نحتمي تحتها في انتظار
من يقلنا .. فالمطر بعد شدته أصبح كصنبور المياه ع رؤوسنا نحتمي بالعزيزة كتبنا
حتى غرقت و انكمشت ..
أثناء المشهد المُخيف أصابت احدى الطالبات حالة هلع سقطت مغشياً عليها
لتزيد حالات البكاء بعد كل صاعقة نسمعها
الطالبة اتى اسعاف و أخذها و طبعاً ليس ع وجه السرعه المطلوبه
بدأت الباصات تقل الطالبات من داخل الحرم الجامعي
بينما البوابة من الخارج لا يوجد بها سوى السيارة الغريقة وجيب صغير للأمن
وسيارة بعيده يبدو انها معطله ..
بقدرة عزيز أتى من يقلني لنخرج من الجامعه بصعوبة و نحن ندعي الله أن يكفينا القادم
وصلنا الأندلس و توقفنا لـ3 ساعات و السيل يجري أمامنا لأن عبوره ماهو الا موت محقق
لا سمح الله
وقتها عرفت بأن كثير من الطالبات أقلوا لسكن الطالبات
لم يجدن ما يشبع جوعهن و يدثر بردهُن سوى طالبات السكن نفسه
جزاهُن الباري جنة عدن
فالسُبل مُتقطعه للوصول الى مساكنهن
قدمت الجامعه بعد حين وجبات طعام و مياه و عصيرات
ونسيت ان تقدم لهُن اهم شيء و هو الطمأنينه
سكنوا بوابة السكن لساعات و الدفاع المدني مرة يأمرهم بصعود الباصات حيث أن الفرج
قد حل .. ومره يطلبون منهن الرجوع للبوابة في برد قارس حفاظاً على سلامتهن
آخر حلقة تحرك باص في وسط زغاريد راكباته و السائق لا يجيد العربيه و يبدو
انه لا يجيد القيادة ايضاً و بجانبه رجل دفاع مدني
تحركن 10 و نصف ليلاً ليصلوا بسلام بعد ساعتين لرقعة يتلقاهُن فيها أوليائهُن
منهم من لقي ابنته ومنهُم من يبكي يبحث عنها
فكثير من الطالبات جوالاتهُن نفذت بطاريتها و منهن من أوشكت ع الانتهاء
هناك من بات في السكن أيضاً ..
ما يُبكي قهراً مسؤول جامعتنا في تصريحه الساخر للأذاعه
بأنه غير مسؤول عن الطالبات المُحتميات في سوق الأندلس
وأنهُن اصبحن في عهدة الدفاع المدني .. قالها ضاحكاً فرحاً
وكأن هناك ما يُضحك في الموضوع ..!!!!
أما بخصوص الطالبات اللاتي في عهدته فأجاب مُفتخــراً
كلووووووووووو تمــــــــــــــــــام
و أضاف بأنهن بالسكن الجامعي و كل ما يروي جوعهن و ظمأهُن ع حساب الجامعه
ونسي معاليه تدفأتهُن المادية و المعنوية
وآ معتصمـآه
أقل ما يُفترض ان يفعله معالي الدكتور ان يبقى ساهراً بالقرب من السكن
مواساة و طمأنة للطالبات أنفسهن و لذويهــن
لم تُغلق عيني بالرغم من التعب فكل ما أراه هو شريط يعيد نفسه
لما رأيته صباحاً , وكل ما أسمعه هو صوت الله اكبر و استغفار الطالبات و قت الفاجعه
ليبقى بالي مشغولاً بمن خرجن من الجامعه من زميلات .. هواتفهُن مغلقه
أحداهُن فقد اهلها الاتصال بها حتى فرج الله همهم وو جدها والدها بعد أن فتح طريق الحرمين
في ساعات الفجر الأولى
لأتأكد الآن ان المسؤولون ينوون بتجاهلهم العنيد لموقع الجامعه في قلب الوادي
و لأحوال الطقس المتقلبه و لأمكانيات الدفاع المدني المحدوده أن يغتالوا جيل كوارث اهمالهم
وتقصيرهم اللامحدود , حال الجامعه مُزري و اختبار السبت مازال قائماً
هل يا ترى سيطلُب خاشقجي هذه المره ان يحمل المسؤول مكنسة و جردلاً ؟
ربي لا نرجوا ملاذاً آمناً الا حــماك