29-01-2011, 08:37 PM
|
#11
|
تاريخ التسجيل: Apr 2008
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: English
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,387
|
مقالة عبدوو خال "جدة تموت منبطحة"...جزئية الجامعة..
جدة تموت منبطحة.!
عبده خال
نحتاج إلى لغة مرة للحديث عن جدة، ولأن مرارتنا (انفقعت) من كثر الشكوى فلن نجد لغة مرة تحمل كل مسؤول سابق ولاحق مسؤولية هذا الخراب الشامل، فللعام الثاني وعلى التوالي وفي يوم الأربعاء ذاته انكشفت عورة جدة وكشفت مقدار التلاعب والاستخفاف الذي حدث في هذه المدينة. وأن تعترف الجهات العليا بالتقصير الذي حدث أثناء تخطيط المدينة فهذا يعيدنا إلى المربع الأول وسؤال اللجنة المكونة من قبل خادم الحرمين الشريفين عما وصل إليه ملف كارثة جدة مع إضافة ملف كارثة هذا العام .. ونحن على ثقة أنه لن ينجو المقصر والمتهاون والمرتشي والسارق من هذا الملف.؟
مرعب ما حدث، وهو رعب سيتكرر العام القادم (إن لم يكن في هذه الأيام القليلة القادمة في حالة احتمال سقوط أمطار )، ومسلسل الرعب لم يتوقف بالرغم من إعلان الأمانة في بياناتها الصحفية أنها تلافت كل الأخطاء التي حدثت العام الماضي، ومع سقوط الأمطار انهار سد أم الخير، وغرقت الأنفاق والشوارع والكباري في نفس الوقت. وهذا مايؤكد كذب التصاريح وصدق الواقع.
وثمة كذبة كبيرة حدثت في يوم الأربعاء حين خرج فيها مسؤول من جامعة الملك عبد العزيز على فضائية روتانا معلنا أن الجامعة تم إخلاؤها من الطلاب والطالبات بينما وهو يتحدث للقناة وأكثر من مائتي طالبة يستغثن لنجدتهن وهن محاصرات داخل الجامعة ويتم نقلهن من مبنى لمبنى ثم يقذفن إلى المركز الصحي بعد أن مررن بطرق الموت المختلفة من انحراق مبان وتماسات كهربائية وجوع وعطش وظللن إلى وقت متأخر من الليل لا أغطية ولا غذاء ولا ماء.. فكيف أجاز هذا المسؤول لنفسه أن يصرح بخلو الجامعة من الطالبات وهن محاصرات هناك. 
نحمد الله أن ماحدث يوم الأربعاء جاء في أيام اختبارات وانصراف الطلاب قبل حدوث الكارثة، ولو كان يوما دراسيا عاديا لكانت الوفيات بالمئات..
وهذا يقودنا إلى ما حدث في جامعة الملك عبد العزيز حيث كان من المفترض منها (وهي الصرح العلمي الذي يؤمن بما تقدمه هيئة الأرصاد من معلومة) أن تعلن تعليق الاختبارات لطلابها وطالباتها تحرزا من وقوع كارثة إلا أن ما حدث وإجبار الطلاب والطالبات على القدوم لأداء الاختبارات لم تقابله احتياطات سلامة تتوازى مع خطر الأمطار والسيول..
وليست الجامعة لوحدها مدانة في هذا الأمر، حيث كان من المفترض تعليق كل الأعمال لمعرفة المسؤولين (بخراب جدة) وأن خروج الناس لأعمالهم يعني دفعهم لخطر داهم.. وفي يوم الأربعاء الأسود لم يتحمل هذه الكارثة سوى رجال الدفاع المدني بينما ظلت بقية المرافق شاهد مشفش حاجة وهذا أدعى لمحاسبة كل جهة وفق تقصيرها.
ولا يجب إغفال معاقبة الشركات المعنية بتنفيذ مشاريع في جدة والتي تركت حفرها مكشوفة من غير أي جهد مبذول من عدم تحويل حفرها إلى مصائد للسيارات والسائرين في ذلك السيل. وهو تهاون وتقصير تشترك فيه الشركات المنفذة للمشاريع ومن يقوم بمراقبتها ولو نفذ هؤلاء من العقاب فسوف ينفذ من تسبب في إحداث كل هذا الدمار بمدينة جدة.
للمرة الثانية يثبت شباب جدة مقدرتهم التطوعية، فكثير منهم نهض بما يستطيع أداءه أثناء انصباب المطر وبعد ذلك أيضا وهم الجنود المخلصون الذي يقدمون حياتهم من غير مقابل سوى حب مدينتهم.
في المطر السابق الذي حدث قبل أسبوعين غرقت خمسة أنفاق وقالوا إن السبب عدم قدرة المضخات على العمل لكن في يوم الأربعاء غرقت الكباري من الأعلى ..كيف؟ هل تم إنشاء جسر أم وضع صحن حتى يمتلئ الجسر بكل تلك المياه.؟
آلاف السيارات والأسر احتجزوا في الشوارع ولم تكن طاقة الدفاع المدني قادرة على الإيفاء بتلبية كل استغاثة، فأين خطط الطوارئ العاجلة من قبل بقية الوزارات في مواجهة الكوارث.؟
أم أن التصاريح الماضية كانت (طق حنك).
فجعتنا الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بقول أحد مسؤوليها بأن الأرصاد ستكون خارج الخدمة لتضرر أجهزتها وأنها لن تستطيع تزويدنا بالمعلومات بسبب أعطال أجهزتها، فكيف لو أن الأمطار سقطت خلال فترة عطل أجهزتهم، هل هذا على طريقة عذر أقبح من ذنب.؟ لا زالت المرارة واسعة مما حدث سنجد في الأيام القادمة ما يقال من تسيب وإهمال أدى لوقوع الكارثة للمرة الثانية.
|
|
سبحان الله..والحمد لله..ولاإله إلاالله..والله أكبر..
|
|
|
|