[صوت الفجر]

عثمان بن عفان رضي الله عنه ..(ذو النورين) عثمان بن عفان بن ابى العاص بن اميه بن عبد شمس القرشى الاموى امير المؤمنين ابو عبد الله وابو عمر. _وامه اروى بنت كريز بن ربيعه بن حبيب بن عبد شمس اسلمت وامها البيضاء بنت عبد المطلب عمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم). _ولد بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح. _وكان ربعه حسن الوجه رقيق البشره عظيم اللحيه بعيد ما بين المنكبين وقد وصف باتم من هذا فى ترجمه خالته سعدى وكذا صفه اسلام عثمان اسلم قديما. _ذكر الحافظ فى ترجمه سعدى بنت كرز.. كان اسلام عثمان انه قال..كنت بفناء الكعبه اذ اتينا فقيل لنا ...ان محمدا قد انكح عتبه بن ابى لهب رقيه ابنته وكانت ذات جمال بارع وكان عثمان مشتهرا بالنساء وكان وضيئا حسنا جميلا ابيض مشربا صفره جعد الشعر له جمه اسفل من الاذنين جذل الذراعين اقنى بين القنا. قال عثمان ..فلما سمعت ذلك دخلتنى حسره الا اكون سبقت اليها فلم البث ان انصرفت الى منزلى فاصبت خالتى قاعده مع اهلى قال ..وامه اروى بنت كريز وامها البيضاء بنت عبد المطلب وخالته التى اصابها عند اهله سعدى بنت كرز وكانت قد طرقت وتكهنت لقومها قال..فلما راتنى قالت.. ابشر وحييت ثلاثا وترا ثم ثلاثا وثلاثا اخرى ثم باخرى كى تتم عشرا لقيت خيرا ووقيت شرا نكحت والله حصانا زهرا وانت بكر ولقيت بكرا قال فعجبت من قولها فقلت يا خاله ما تقولين؟فقالت... عثمان يا عثمان يا عثمان لك الجمال ولك الشان هذا نبى معه البرهان ارسله بحقه الديان وجاء بالتنزيل والفرقان فاتبعه لا تغيا بك الاوثان فقالت ..ان محمد بن عبد الله رسول الله جاء اليه يدعوه الى الله مصباحه مصباح وقوله صلاح ودينه فلاح وامره نجاح لقرنه نطاح ذلت له البطاح ما ينفع الصياح لو وقع الرماح وسلت الصفاح ومدت الرماح. ثم انصرفت ووقع كلامها فى قلبى وبقيت مفكرا فيه. وكان لى مجلس من ابى بكر الصديق فاتيته بعد يوم الاثنين فاصبته فى مجلسه ولا احد عنده فجلست اليه فرانى متفكرا فسالنى عن امرى وكان رجلا رقيقا فاخبرته بما سمعت من خالتى .فقال لى ..ويحك يا عثمان والله انك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل هذه الاوثان التى يعبدها قومك اليست حجاره صما لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ قلت بلى والله انها كذلك. قال ..والله لقد صدقت خالتك هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله برسالته الى جميع خلقه فهل لك ان تاتيه وتسمع منه ؟ فقلت ..نعم فوالله ما كان باسرع من ان مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ومعه على بن ابى طالب يحمل ثوبا لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)فلما راه ابوبكر قام اليه فساره فى اذنه فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فقعد ثم اقبل على فقال (يا عثمان اجب الله الى جنته فانى رسول الله اليك والى جميع خلقه) قال ..فاوالله ما تمالكت حين سمعت قوله ان اسلمت وشهدت ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله ثم لم البث ان تزوجت رقيه . قال ابن اسحاق..كان ابو بكر مؤلفا لقومه فجعل يدعو الى الاسلام من يثق به فاسلم على يده فيما بلغنى الزبير وطلحه وعثمان وزوج النبى (صلى الله عليه وسلم) ابنته رقيه من عثمان وماتت عنده فى ايام بدر فزوجه بعدها اختها ام كلشوم فلذلك كان يلقب ذا النورين _وجاء من اوجه متواتره ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشره بالجنه وعده من اهل الجنه وشهد له بالشهاده. _وجاء من طرق كثيره شهيره صحيحه عن عثمان لما ان حصروه انتشد الصحابه فى اشياء منها تجهيزه جيش العسره ومنها مبايعه النبى (صلى الله عليه وسلم) عنه تحت الشجره لما ارسله الى مكه ومنها شراؤه بئر رومه وغير ذلك. _وهو اول من هاجر الى الحبشه ومعه زوجته رقيه وتخلف عن بدر لتمريضها فكتب له النبى (صلى الله عليه وسلم) بسهمه واجره وتخلف عن بيعه الرضوان لان النبى (صلى الله عليه وسلم) كان بعثه الى مكه فاشيع انهم قتلوه فكان ذلك سبب البيعه فضرب احدى يديه على الاخرى وقال (هذه عن عثمان) _قال بن مسعود..لما بويع بايعنا خيرنا ولم نال _وقال على ..كان عثمان اوصلنا للرحم _وكذا قالت عائشه لما بلغها قتله ..قتلوه وانه لاوصلهم للرحم واتقاهم للرب _وروى انه كان لا يوقظ نائما من اهله الا ان يجده يقظان فيدعوه فيناوله الوضوء وكان يصوم الدهر _وكان سبب قتله ان امراء الامصار كانوا من اقاربه كان بالشام كلها معاويه وبالبصره سعيد بن العاص وبمصر عبد الله بن سعد بن ابى سرح وبخراسان عبد الله بن عامر وكان من حج منهم يشكو من اميره وكان عثمان لين العريكه كثير الاحسان والحلم وكان يستبدل ببعض امرائه فبرضيهم ثم يعيده بعد الى ان رحل اهل مصر يشكون من ابن ابى سرح فعزله وكتب له كتابا بتوليه محمد بن ابى بكر الصديق فرضوا بذلك فلما كانوا فى اثناء الطريق راوا راكبا على راحله فاستخبروه فاخبرهم انه من عند عثمان باستقرار ابن ابى سرح ومعاقبه جماعه من اعيانهم فاخذوا الكتاب ورجعوا وواجهوه به فحلف انه ما كتب ولا اذن فقالوا ..سلمنا كاتبك فخشى عليه منهم القتل وكان كاتبه مروان بن الحكم وهو ابن عمه فغضبوا وحصروه فى داره واجتمع جماعه يحمونه منهم فكان ينهاهم عن القتال الى ان تسوروا عليه من دار الى دار فدخلوا عليه فقتلوه فعظم ذلك على اهل الخير من الصحابه وغيرهم وانفتح باب الفتنه فكان ما كان والله المستعان. وروى البخارى فىقصه قتل عمر انه عهد الى سته وامرهم ان يختاروا رجلا فجعلوا الاختيار الى عبد الرحمن بن عوف فاختار عثمان فبايعوه ويقال.. كان ذلك يوم السبت غره المحرم سنه اربع وعشرين. _وقال الزبير بن بكار ..بويع يوم الاثنين من ذى الحجه سنه ثلاث وعشرين وقتل يوم الجمعه لثمان عشره خلت من ذى الحجه بعد العصر ودفن ليله السبت بين المغرب والعشاء فى حش كوكب كان عثمان اشتراه فوسع به البقيع وقتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنه واشهر على الصحيح المشهور وقيل دون ذلك. وزعم ابو محمد بن حزم انه لم يبلغ الثمانين . هذه جمله من الاحاديث الصحيحه فى فضائله رضى الله عنه... عن ابى موسى الاشعرى رضى الله عنه _بعد ان ذكر دخول ابى بكر وعمر رضى الله عنهما_قال...فجاء انسان يحرك الباب فقلت من هذا؟ فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاخبرته فقال (ائذن له وبشره بالجنه على بلوى تصيبه ) فجئته فقلت.. له ادخل وبشرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالجنه على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملىء فجلس وجاهه من الشق الاخر قال شريك قال السعيد بن المسيب ..فاولتها قبورهم. _قال البخارى رحمه الله وقال النبى (صلى الله عليه وسلم)..(من يحفر بئر رومه فله الجنه) فحفرها عثمان وقال(من جهز جيش العسره فله الجنه) فجهزه عثمان. _قال عثمان بن موهب ..جاء رجل من اهل مصر حج البيت فراى قوما جلوسا فقال..من هؤلاء القوم؟ قال هؤلاء قريش قال فمن الشيخ فيهم؟ قالوا..عبد الله بن عمر قال يابن عمر ..انى سائلك عن شىء فحدثنى ..هل تعلم ان عثمان فر يوم احد ؟قال..نعم ..فقال..تعلم انه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال نعم قال ..الله اكبر .قال ابن عمر..تعال ابين لك .اما فراره يوم احد ,فاشهد ان الله عفا عنه وغفر له. واما تغيبه عن بدر فانه كانت تحته بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وكانت مريضه, فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ..(ان لك اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه) واما عن تغيبه عن بيعه الرضوان فلو كان احد اعز ببطن مكه من عثمان لبعثه مكانه ,فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت بيعه الرضوان بعدما ذهب عثمان الى مكه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)...بيده اليمنى (هذه يد عثمان) فضرب بها على يده فقال (هذه لعثمان) فقال ابن عمر ..اذهب بها الان معك. _عن انس بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صعد احدا وابو بكر وعمروعثمان فرجف بهم فقال (اثبت احد فانما عليك نبى وصديق وشهيدان) ...... -عثمان في الجاهلية كان عثمان في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه فهو عريض الجاه ثرى شديد الحياء عذب الكلمات ، فكان قومه يحبونه أشد الحب لم يسجد في الجاهلية لصنم قط ، ولم يقترب فاحشه قط ، فلم يشرب خمرا قبل الإسلام وكان يقول : إنها تذهب العقل ، والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان وعلى الإنسان أن يسمو به لا أن يصارعه . 2-عثمان يحدث عن نفسه قال عثمان : لقد اختبأت عند ربى عشرا : إني لرابع أربعه في الإسلام ، وجهزت جيش العسرة وجمعت القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وائتمني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته ثم توفيت فزوجني الأخرى ، وما تغنيت وما تمنيت وما وضعت يدي اليمنى على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما مر بي جمعه إلا وأنا أعتق رقبه إلا ألا تكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا زنيت في الجاهلية ولا إسلام. 3- حب قريش لعثمان باغ حب قريش لعثمان بن عفان مبلغا عظيما لما يتمتع به من جاه وثراء وعشيرة وحسن خلق وكريم طباع ، حتى إن المرأة العربية تغنى لطفلها أغنيه تحمل ثناء الناس وتقديرهم لعثمان فقد كانت تقول : أحبك والرحمن حب قريش لعثمان 4- عثمان والخمر قال عثمان عن نفسه : ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكرى بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شربت خمرا في جاهليه ولا في إسلام ، ولا زنيت في جاهليه ولا إسلام. 5-إسلام عثمان بن عفان لإسلام عثمان بن عفان قصه مازال يرويها الرواة : وذلك أنه حين بلغه في الجاهلية أن محمد بن عبد الله زوج ابنته رقيه من ابن أبى لهب ندم أشد الندم لأنه لم يسبق إليها ولم يحظ بخلقها العظيم ولا ببيتها العريق ، فدخل على أهله مهموما ، فوجد عندهم خالته سعدي بنت كريز وكانت هذه المرأة حازمه عاقلة طاعنه في السن فسرت عنه وبشرته بظهور نبي يبطل عبادة الأوثان ، ويدعو إلى عبادة الواحد الديان ، ورغبته في دين ذلك النبي وبشرته بأنه سينال عندما يبتغيه قال عثمان : فانطلقت وأنا أفكر فيما قالته لي خالتي ، فلقيت أبا بكر وحدثته بما أخبرتني به خالتي، فقال :والله لقد صدقت خالتك فيما أخبرتك وبشرتك يا عثمان ، وإنك لرجل عاقل حازم ، ما يخفى عليك الحق ولا يشتبه عندك مع الباطل ، ثم قال لي : ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا أليست من حجارة صم ، لا تسمع ولا تبصر ؟ فقالت : بلى . فقال : وإنما قالته خالتك يا عثمان تحقق . فلقد أرسل الله رسوله المرتقب وبعثه إلى الناس كافه بدين الهدى والحق. فقلت : ومن هو؟ فقال لي: إنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقلت: الصادق الأمين: فقال أبو بكر: نعم إنه هو. فقلت: هل لك أن تصحبني إليه ؟ فقال:نعم ومضينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآنا قال: " أجب يا عثمان داعي الله فإني رسول الله إليكم خاصة وإلى خلق الله عامه ". قال عثمان : فو الله ما إن ملأت يميني منه ، وسمعت مقالتي حتى استرحت له وصدقت رسالته ثم شهدت ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله . 6- زواجه من رقيه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة ذلك الزواج : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوجها من عتبه بن أبى لهب وزوج أختها أم كلثوم من عتيبة بن أبى لهب فلما نزلت سورة المسد ( تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ) قال لهم أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أميه : فارقا ابنتي محمد ، ففارقهما قبل أن يدخلا بهما كرامه من الله تعالى لهما وهوانا لأبنى أبى لهب ، وما كان عثمان يسمع بخبر طلاق رقيه حتى استطار فرحا ، وبادر فخطبها (رقيه) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها الرسول الكريم منه ، وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعه وكانت رقيه تضاهيه قسامة وصباحه وكانت يقال لها حين زفت إليه " أحسن زوجين رآهما إنسان رقيه وزوجها عثمان 7-النبي صلى الله عليه وسلم يوصى رقيه بعثمان دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته رقيه وهى تغسل رأس عثمان فقال : " يا بنيه ، أحسنى إلى أبى عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خلقا " 8- عثمان يؤذى في سبيل الله لم يسلم عثمان بن عفان على الغم من سابق فضله ومعروفه من أذى قومه حين أسلم . فلقد عز على عمه الحكم أن يترك دينه عثمان فتى بنى عبد شمس عن دين قريش وكبر عليه ذلك فتصدى له هو وأتباعه أعنف التصدي وأقساه وأخذه وشد عليه الوثاق . وقال : أو ترغب عن ملة آبائك وأجدادك وتدخل في دين محدث ؟ والله لا أدعك حتى تنبذ ما أنت عليه. فقال عثمان : والله لا أدع ديني أبدا ، ولا أفارق نبيي ما دامت بي الحياة ، فما زال عمه الحكم ينكل به ، ولا زال هو يشتد صالبه في دينه واستمساكا بعقيدته حتى يئس عمه منه وأطلق سراحه وكف عنه. 9-هجرته إلى الحبشة لما اشتد الإيذاء بالمسلمين على أرض مكة وأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة كان عثمان رضي الله عنه أول من هاجر إلى الحبشة بأهله من هذه الأمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أخبره أنه رأى عثمان وهو خارج بزوجه رقيه إلى الحبشة " صحبهما الله ، إن عثمان أول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط" 10أول من هاجر إلى أرض الحبشة أول من هاجر إلى أرض الحبشة عثمان وخرج بابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهما فجعل يتوكف الخبر ، فقدمت امرأة من قريش من أرض الحبشة على حمار من هذه الواب وهو يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر إلى الله عز وجل بعد لوط " تابع.. تابع.. الشيخ محمد بن حسان ...مؤثــــرة رضي الله عن ذي النورين عثمان بن عفان