رد: لو فرضا يااستاذ عماد....
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأٍ ، ذكرته في ملأٍ غير منهم . وإن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " البخاري 7405 .
فما ظنك بربك ؟
أنظر لنبيك – صلى الله عليه وسلم – يقول في أحلك الأوقات وأصعبها ، في الغار فيقول : " ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما " البخاري 3653 .
( أهمية حسن الظن بالله تعالى :
1- أن حسن الظن بالله – تعالى – من الأمور التي أوصى بها الرسول – صلى الله عليه وسلم - .
قال – صلى الله عليه وسلم - : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله – عز وجل " .
فحسن الظن بالله تعالى يجب أن يكون صفة المؤمن ومسته طيلة حياته ، ويتأكد أكثر عند مماته حتى يأتيه الموت وهو محب للقاء الله ؛ ففي الحديث الصحيح : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه " .
2- أن حسن الظن بالله تعالى – يرتبط إرتباطاً كبيراً بنواحي عقدية وسلوكية متعددة ، فهو يرتبط بالتوكل على الله والثقة به ، حيث إنك لا تتوكل إلا على من تحسن الظن به .
3- ومما يُجلّي أهمية هذا الأمر واقع الناس وحالهم مع حسن الظن بالله ؛ فمن الناس من اتكل على حسن ظنه بربه واعتمد عليه مع إقامته على المعاصي متناسياً ما توعد الله به من وقع في مساخطه وما يغضبه ، وغافلاً عن الخوف من الله حتى وقع في الغرور .
وعلى النقيض من هذا من ساء ظنه بربه فاعتقد بالله خلاف مقتضى أسمائه وصفاته واقعاً بما وصف الله به الكفار والمنافقين من أنهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية .
ومن هنا يتضح أن مسلك حسن الظن بالله مسلك دقيق ومنهج وسط بين نقيضين لا يسلكه إلا من وفقه الله وجعل قلبه خالصاً له – سبحانه - . ، ولذا كان على المؤمن أن يتحرى معرفة المنهج الصحيح في حسن الظن بالله حتى لا يقع فيما نهى الله عنه من الغرور أو سوء الظن بالله – تعالى - .
4- ومما يبين أهمية هذا الأمر ، أثر حسن الظن بالله على المؤمن في حياته وبعد مماته ، فإن المؤمن حين يحسن الظن بربه لا يزال قلبه مطمئناً ونفسه آمنة تغمرها سعادة الرضى بقضاء الله وقدره وخضوعه لربه – سبحانه - ، قال بعض الصالحين : " استعمل في كل بلية تطرقك حسن الظن بالله – عز وجل – في كشفها ؛ فإن ذلك أقرب إلى الفرج " )
ولا ننسى حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام :
قال صلى الله عليه و سلم " لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا "
اللهم أجعلنا من المحسنين الظن بك ومن المتوكلين عليك حق التوكل يالله .
|