[علي العسيري]

وصلت عائلة حافظ الأسد في سوريا الى الحكم عبر انقلاب عسكري فاقد للشرعية من الأساس— وتربعت كل هذه المدة الجهنمية على صدر الشعب السوري وهي لن تتركه حتى يتأكد لها أنه قد فارق الحياة بشتى أشكال الحياة الكريمة ومضامينها المتخيلة . فلقد صار الإنسان السوري اليوم دابة 'لا تهش ولا تنش'، مستضعفاً يستجدي كسرة خبزه، كل همه أن يجد وسيلة للهجرة من وطنه شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً.

ولقد نجح نظام حافظ الأسد التوريثي في تحويل تاريخ ونضال شعب عظيم إلى مملكة جديدة ذليلة، خانعة، راضية بظلمه وجبروته، ومسخرة طاقات كتابها ومبدعيها لمديح أفضاله وأفعاله . وإن قلب المرء ليكاد يدمى حين يرى شعباً كالشعب السوري الذي أنجب رجالاً لا تكاد الأرض العربية كلها أن تجود بمثلهم إلى مجرد عبيد سلبيين يقابلون الصفع اليومي على الخدين بابتسامات تفتعل الغبطة والحبور. ولا يملك المحب المشفق إلا كتمان الحسرات وهو يرى الذل يطبق بأنيابه ومخالبه على أحفاد رجال بالأمس القريب قاوموا الذل الإستعماري بكل شراسة في معارك منها معركة ميسلون الشهيرة بقيادة الوطني الأخلاقي يوسف العظمة (1920) ، وكذلك عملاق الثورة السورية سلطان الأطرش (1925) ، وقبلهما المناضل الكبير صالح العلي (1918) والمناضل الكبير ابراهيم هنانو (1919)، هذا للمثال لا للحصر. كل هؤلاء المتشبعين بروح الوطن والمواطنية تحولوا في نظام حافظ التوريثي الإستبدادي إلى لا شيء سوى قطيع اجتماعي يقاد للمسلخ الإستبدادي صباح مساء دون أن يرد بغير صمت الحملان الوديعة.
وبعد أن تمكنت الوثنيات من الاستحواذ على السلطة والقوة بدؤوا في التنكيل وتعذيب وتهجير المسلمين في سوريا وأشهر مجازرهم ( مذبحة حماة سنة 1982 ) وراح ضحيتها 30 الى 40 ألف من أهل السنة

صور لمدينة حماة المنكوبة :
























ولم تتوقفت عربدت النظام البعثي الاشتراكي ( النصيري ) في دمشق عند هذا الحد فقد نجح في خطف المشهد السوري والروح العربيه السوريه من دورها الفاعل في العمل العربي المشترك ليرتمي بها في احضان النظام الكهنوتي القمعي الاستبدادي في طهران في تناقض صريح مع الذرائع الشعاراتيه المرفوعه تحت مسميات القوميه العربيه والمقاومه العربيه والعمل العربي المشترك .

وتحت ذرائع المقاومه اجتاحت الأله العسكريه السوريه لبنان واعملت في الاهالي من السنه وجيشت كل اجهزتها العسكريه والمخابراتيه لتركيع اهل السنه في لبنان وتسليح المليشيات الارهابيه وعلى رأسها حزب الله بتمويل ودعم ايراني .

ولم يتوقف العبث البعثي عند هذا الحد حتى عمل على تمزيق اللحمه الوطنيه الفلسطينيه من خلال دغدغة احلام حركات المقاومه مثل حماس والتظاهر بدعهمها حتى تم توريط عناصر من حماس في المشهد العبثي الايراني السوري ومع منظمات ارهابيه مثل حزب الله اللبناني وميليشيات الغدر في العراق .
وفي العالم العربي ، أعتقد أنه يجب علينا اليوم أن نساعد جميعاً الثورة السورية في اتجاه زحزحة هذا الجبل الإستبدادي القابع على صدر الشعب وأبنائه المتطلعين لمستقبل أكثر إشراقاً وأملاً، وإلا فإنهم لن يتخلصوا من هذا الحكم الشنيع وسيعانون الأمَرّين من نظام يبدو أنه يجمع أكثر خصائص النظم العربية الإستبدادية ومن مكابرة القذافي وزعمه بأن شعبه مجموعة من الجرذان لاتريد سواه , ومن وحشية المقبور / صدام حسين وهو يقضم أطراف الشعب شمالاً وجنوباً ويسوقهم للمقابر الجماعية بكل دم بارد.

دعواتكم للشعب السوري المفجوع .