[رنيم سليمان]

بسم الله الرحمن الرحيم




(1)


في صباحِ يومِ جامعي خالي من المُحاضرات



أنا و 3 من الزميلات /


كُنًا نتحدث عن فئة عمرية لدى كل قريبة منا وهي " المرحلة المتوسطة "

أخذنا الحديث حتى وصلنا لِمرحلة بدأتْ فيها بالتطرق لأفعال منهم خارجة عن الحياء

وأقوال متجاوزه لحدود الأدب والإباحية كُنت أُبديها بابتسامة وقلبي يعتصر من ألمِ واقِعهم .



المشكلة ليست في قَريبتي المُراهقة وأفعالَها

وليس هذا سَبب طرحي للموضوع أبدًا فالمراهقة فترة مُستوجبة لِكل فرد بِما تحمل

يحتاج فيها لاحتواءِ وإعانة إلى آخرها من الاحتياجات



لكن النُقطة الحمراء :


قَطعتني إحدى الأخوات قائلة : سَعي .. اعقلي !



تلك الجملة بَترت كل حبل نسجتُه قَبل أن يُصاغ وأنطق بِه

اكتفيت بالنظر والاستماع .



ياليتها كانت تقصد العقلانية بمنظورها الصحيح فأنا أحوج إليهَا


ولكن العقلانية التي كانت تقصدها هو ردة فعلها أمام تألمي لحالِهم فهي تَرى أَن عقلانية الفتاة تكون

بالتحرر واستخدام مالايجب والسماح بِما لَم يكن تحت الدائرة الخضراء

فالتجاوز اللفظي مُخلًا بالأدب والحياء والدين مثلًا هو مَصدر قوة واستخدامها للمحرمات هو تحضر

أما إظهار ما حُرِم من جَسدها لغير المَحارم فهو تماشي مع الحال وتقبل للجيل وغيرهَا

فتقصد بأن ماهُم عليهِ الآن صحيح وقمة العقلانية !


هُناك فرق بين أن يكون لَنا دراية بما يحدث حولنا من المُنكرات وبين أن نكون فاعليها والعياذ بالله !





موقف (2)



كنت في مجلسِ معي إحدى قريباتي المتزوجات وفي منتصف حديثنا

نظرت إلي بلهفه : سعي شفتي شفتي .. !

أنا : ؟

هي : بنت فُلانة " أولى متوسط " عقلها كبير ماشاء الله تبارك الله عاقلة < بأسلوب مَدح

أنا : ماشاء الله وكُنت أتعجب في نفسي لأنني أعرفها شخصيا .. !

لَم أبدي لها أي علامة بل كُنت معها وكأنني أتوق لإجابتها فسألت ،

ماشاء الله مالميزات التي اختصت بِها ؟

هي : عندها لابتوب وجوال وماسنجر وتكلم شباب

أنا : ............ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!




هذه العقلانية يا أمة مُحمد !

هذه العقلانية يا أمة الإسلام !





متى سننشئ ابناءنا نشأة صحيحةَ صالحة ، متى !؟






إذا كانت العقلية بهذه الطريقة

فياليتهم يبقون بمستوى تفكيرهم الطبيعي أو حتى الطفولي

أحْصَن لَهمْ ! ، فلايشترط أن يتجاوز الانسان بتفكيره عمره خاصة إن كانت هذه النتيجة

إلًا ماكان بِفائدة خيرَة أهلًا بِه وفضل من كَريم ~



لن أكون مُتعصبة وأقول بأن الأمر يقتصر في الدين مثلًا بل في الفكر والعلم والقُدرة

وحتى أبسط الأمور لم تكن إلا تحت هبة الله لنا وماميزنا بِه من إدراك

فمستويات العقل لَها مراحلها وأوقاتَها في النُضوج واستيعاب الحياة واستدراك ماكُنا عليه

كما أن الاستزادة بالعلم وتَجارب الحياة تُثبت لَنا ماكان بينًا في كتابه سبحانه.




وخالقي مَن هم على علمِ وحياة إيمانية ينظرون إلى هذه الفئة نظرة إشفاق

فهم قد كتب لهم الحياة حتى عاشوا وأدركوا قبل فوات الأوان .



إذًا مادمنا وجدنا مَن يُنير عقولَنا لمواطن النَجاة فلِم لا نسلك هذا الطريق قُدمًا ()

قبل أن يُباغتنا الموت ونحن في حالة تسويفِ مستمر ؟!




أخيرًا : ما أراه يتمركز في أعلى منطقة للنضج الفكري

هو مَن يرى أن الدنيا دنى زوالها والآخره اقترب حضورها فـ يعمل !






موضوعي ليس لطرح أسئلة أو إبداء رأي فالحق ثابت

ماهي إلا رسالة .. علَها تصل