
20-05-2011, 02:11 AM
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الكلية: أخرى
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: منسحب
البلد:
جدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 473
|
|
قلتُ وقالتْ .. من وحي الجمالِ : هروبُ المعنى
قلتُ وقالتْ .. من وحي الجمالِ : هروبُ المعنى
===== ===== =====
قالت : اكتُبني !
قلتُ : تستحي منكِ اللغةُ يا سيدتي !
* *
قالت : لا تصدِّق ذلِك ، في بعضِ الكلامِ ما يجرؤ !
قلتُ : ما تجرَّأت كلماتٌ على ذلِكَ .. إلا لأن معانيها تجرَّأت عليها فهربَت منها أولاً !
* *
قالت : و هل يهربُ المعنى مِنَ الكَلِمة ؟
قلتُ : يخافُ أن يُكلَّفَ بما لا يُطيق !
يعرفُ أن غرورَ مثلَكِ سيطلبُ منهُ يوماً الحضورَ لأجلِه ،
و قد هيَّأ الخطّة للهربِ جيِّداً ..!
و أنتِ بينَ أسرارِ المعنى نورٌ انجلآ في ظلمةِ ليلٍ مُخيف ،
و أنتِ بينَ أفكارِه عطرَ عهدٍ قديمٍ صُبَّ في كيانِه فلا يدري أيكما لضيفِه المُستضيف !
و لأنكِ كنتِ له ذاكَ الانجلاء ، و لأنكِ ذكرى العهودِ القديمة .. هروبُ المُحبِّ من حبيبتِه خجلاً و خوفَ افتضاح ،
يخافُكِ يهربُ منكِ لأقصى منافي القلقِ و الخوفِ المرافقِ لأشعةِ شمسِه فيرميها ! - يهربُ الظلُّ وحيداً دونَ الشمسِ، و هكذا يهربُ المعنى من كلمتِه !
* *
قالت : ألستَ حينَ تكتبُ عني ، تكتبني ؟
قلتُ : أكتبُ فيكِ الخيالَ الشاردَ منكِ إليَّ تظهرينَهُ لي كما تشائينَ !
أراهُ
مُدلٍ بغرورِه
فأكتُبكِ عرشاً
على هذا الكونِ !
أراهُ
مُدلٍ بجمالِه
فأكتُبكِ لوحةً
لم تمسّها ريشةٌ ولا لَوْن !
..
و أنتِ تتعالينَ من فوقِ هذا كلّه،
و تشغليني بهذا الخيالِ كصوفي يستمتعُ بمشاهدةِ التجلِّيات في كلِّ الصورِ !
فلا الصورُ أوصلتهُ لتلكَ الحقيقةِ ، و لا أنتِ تبينينَ عنها !
خبّريني متى أراكِ ؟
و تخلعينَ حجابَ النورِ - عليهِ اللّعنة - عن محيَّاكِ ؟
تعبتُ من التماسِ اللمَحاتِ ،
من استقبالِ النفحاتِ ,
أنا مثلُ الصوفيُّ تماماً ,
أتنسَّكُ .. ولا أرى !
أحكي كثيراً .. عن جماله !
و إذا سألوني عنهُ..
قلتُ:
" موجودٌ .. لا داخل العالَم ، و لا خارجه "
!

|