وحيده في انيني
ما أقسى أن تأن وحدك .. وما أقسى أن تتألم وحدك ..
تسافر البسمة إلى مالا حدود .. تضيع الضحكات في ظلمات الحياة ..
تتحجر العبرات في صحاري الصمت .. وتنفجر الآهات ترجماناً للأنين ..
أسير في طريق طويل جدا فتتعب القدمان .. ويتألم الجسد لطول المسير ..
أنظر إلى الأمام أتلمس الريح لعلها تخبرني بمؤنس صادق .. فلا أجد منها سوى الجفاف .. وأطيل النظر ولأترقب فما أراه سراباً .. فأنتبه إلى صوت السكون .. كم هو فظيع .. حفيفا للأشجار اليابسة .. التي رفض الماء سقياها ..
أو صوت هواءاً يحمل ذرات التراب .. والتي تعمي البصر .. وتخنق الأنفاس ..
لا خضرة ولاتغريد عصافير ولا خرير ماء .. فقط أصوات هدوء فمتى كان للهدوء صوت ..
تسمرت القدمان أين السبيل .. فيأتيني صوت حاني من بعيد .. ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله ) .. فمرحبا به من منادي .. ومرحبا به من صوت .. وأعود لأحمل أنيني والألم .. وأشكر الله الذي لم يتركني وحيدة .. أشكرة لأنه تعالى لم يجعلني أسير إلى مالا نهاية .. أشكرة تعالى لأنه لم يتركني حبسية التيه والنسيان .. فيكفيني ربا وحبيبا وخليلا ..

شكرا ليدر على التوقيع الرائع
|
|