[علي العسيري]

انه في يوم من الايام وفي قديم الزمان المترف بالبساطه والسكون وفي مساء ما حينما استأذنت الشمس للمغيب وقفلة الطيور الى وكناتها واعشاشها بعد رحلة عناء بعيد ,,


كان الامام الجهبذ والبدر الساطع احد ابرز اركان أأمة الفقه كان في سفر ويبدوا انه طويل فاقبل على اهل قرية ( وهم لا يعرفوه ) فاستطعمهم واستأواهم فرفضوا ان يضيفوه ورفضو ان يفتحو له بابا فقد كان الفقر في هذه القرية يضرب اطنابه والجوع يضرس بانيابه ,, ولايضيف في مثل هذا الحال الا كريم لايخشى الفقر .


ورغم هذا لم يفصح لهم الامام (رحمه الله ) عن شخصه وهويته ,, ولو فعل لتقاتلوا على من يؤيه بداره ,, فقد كان رحمه الله ذائع الصيت ومحبوب السجيا ورفيع المكانه ,,


وبعد العشاء الاخير في تلك الليلة البارده بردا قارس ذهب الى المسجد يريد ان يأوي اليه ويستدفيء بداخله ولكنه وجد حارس المسجد له بالمرصاد فرفض السماح له وطلب منه البقاء خارجا ولايقرب المسجد الا وقت الصلاه ...


عندها لم يجد (رحمه الله ) بدا من البقاء في العراء يصارع البرد والسهر وقد ركن الى جانب حائط بالقرب من فرن خباز القريه وضل يقاوم في هزيع الليل ,,


وقبل الفجر بساعات قليلة خرج هذا الخباز كعادته لاعداد فرنه قبل الاصباح استعداد لارزاق الغد الواعد ,,


فرأى ذلك الخباز هذى الشيخ على حاله فاشفق عليه وعز عليه ان يتركه بهذا الحال فناداه فاقبل عليه وقال له ماشانك فاخبره بخبره ولكنه لم يفصح له عن شخصه ,,


فقال له الخباز ابق معي عند هذا الفرن واستدفيء بناره وان شئت المنام قبل صلاة الفجر فلازال هناك وقت كاف


فشكره ودخل واراد ان ينام ويستريح قليلا ,,


الاانه لفت انتباهه ان هذا الخباز يردد كلاما على لسانه ولايهدا ولاينقطع وعند كل عمل يقوم به


ماذا يقول هذا الخباز انه يردد باستمرا ر (( استغفر الله العظيم واتوب اليه ..... استغفر الله العظيم واتوب اليه .... استغفر الله العظيم واتوب اليه ..... استغفر الله العظيم واتوب اليه )) بلا انقطاع


عندها قعد هذا الامام من مضجعه فسأله ياهاذا منذ متى وانت على هذا الكلام تردده ؟ فقال منذ زمن بعيد ولله الحمد لا اتركه ولا اقطعه ,,


فقال له وهل فادك في حياتك بشيء ؟ فاجاب الخباز نعم والله ما سألت الله يوما شيء الا اعطاني ايها وحققه لي ,, الا شيء واحد لم يتحقق لي .


فقال له : وماهو ذاك الشيء الذي سالت الله ولم يحققه لك .


فقال سألته ان يكرمني بنظره وجلسه مع ذاك الشيخ الجليل والعالم التقي الورع الذي يذكر ببلاد الشام ويقال له // احمد ابن حنبل ,,


عندها كبرالشيخ وقال سبحان الله لقد حقق الله لك دعوتك ,, ولقد جاء بي اليك من بلاد الشام الى بابك


انا احمد بن حنبل ,,


فبكى الخباز وهلل ,,