
28-05-2011, 09:54 AM
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: تنظيم وتطوير إداري
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الخامس
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,545
|
|
لماذا ننتقد الدعاة إلى الله تعالى ؟
7
7
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد فلقد كثر السؤال والتساؤل عن سبب انتقاد الدعاة إلى الله تعالى وظن بعض الناس أن غيرهم أولى بالإنتقاد والرد والإنكار . وظن آخرون أن في إنتقاد الدعاة ضعف للدعوة وتقوية لأعداء الإسلام أو أن في ذلك شماتة لنا من المخالفين ولبيان الحق في هذه المسألة - كما يظهر لي - أقول وبالله استعين وعليه اتوكل وإليه انيب :
- أولآ : لأن الدعاة إلى الله كغيرهم من البشر يخطئون ويزلون ويغفلون ويعصون لذا لابد من الإنكار عليهم وتقييمهم وتقويمهم
- ثانيا : لأن " الدين النصيحة " والنصيحة تكون لأئمة المسلمين وعامتهم فلا شي يخرج الدعاة من عموم هذا النص
- ثالثا : لأن الناس يقتدون بالدعاة فإذا لم ننكر على الدعاة اخطاءهم اقتدى الناس بأخطائهم وحينئذ تعظم البلية وينتشر الباطل
- رابعا : إن المعصومين هم الأنبياء والمرسلون حتى إذا اختاروا أمرا من الأمور خلاف الأولى فإن الله تعالى وحده الذي يقومهم وإليه عز وجل الأمر وليس لغيره
- خامسا : إنما أمرنا بالإمساك عن الكلام فيما وقع بين الصحابة رضي عنهم من الفتن دون غيرهم
- سادسا : إن كثيرا من الدعاة عندهم اخطاء كبيرة بل ضلالات وبدع وانحرافات لا يمكن السكوت عنها بل يجب التحذير منهم ومن اخطائهم
- سابعا : حرمة الدين اعظم من حرمة الأشخاص فإذا لم يمكننا المحافظة على حرمة الدين وصيانته من التحريف إلا بالكلام على الأشخاص وجب علينا وجوبا الكلام في الأشخاص
- ثامنا : لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينكر على كل من اخطأ من اصحابه رضي عنهم حتى الكبار منهم والدعاة دون استثناء
- تاسعا : العلماء الذين هم ورثة الأنبياء قديما وحديثا يردون على كل من اخطأ سواء كان من الدعاة أو من العلماء أو من العامة
- عاشرا : لأن الذي ينتقد وينكر على الآخرين ينتقده وينكر عليه الآخرون فيستفيد ويعرف اخطاءه ومن ثم يمكنه أن يتحاشا أخطاءه ويصححها
أخي القارئ الكريم إذا علمت هذا تأمل التنبيهات الآتية :أخي القارئ العزيز حفظك الله تعالى إذا لم تستوعب ذلك فتدبر قوله تعالى { وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) } [العصر 3] أي وصى بعضهم بعضا بالحق وناصح بعضهم بعضا وأمر بعضهم بعضا بالمعروف ونهى بعضهم بعضا عن المنكر فإذا فعلوا ذلك فقد يتضايق منهم الناس فناسب أن يتواصوا بالصبر وهذا كما قال تعالى { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) } [لقمان 17]
والله اسأل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولآ وآخرا وظاهرآ وباطنآ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
بقلم / سالم بن سعد الطويل
،،،
|