عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 11-12-2008, 06:46 PM   #4

عندما يتكلم الصمت

:)

الصورة الرمزية عندما يتكلم الصمت

 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 900
Angry يسرىآ و][ الحماقة ][

(2)


بدأت نفحآت البرد , تتسرب من تحت الباب
تخـطو لـ تُوقيظ ربة المنزل لـ تعد الطعام لأبناءهـا
قبل حلول موعد ذهابهم إلى المدرسة ..
يسرى , هي الابنة الكبرى التي تبلغ من العمر عشر سنوات
يليها شقيقها الأصغر منها بعامين , ياسر
\
\

قطعت أبواق الحافلة المزعجة هدوء الصباح وأسرع ياسر
بحمل حقيبته وارتداء حذاءه متوجها ً نحو الباب , وصوت والدته
داعية له بالتوفيق من خلفه ..
انتبهت الأم أن ابنها نسي أخذ إفطاره الذي أعدته له ,
ارتدت عباءتها مسرعة ً ولحقت به عند باب الحافلة وناولته إياه
عادت والإحتقان المصحوب بالغيظ يملئ معالم يسرى ..
يسرى : لايستحق هذا الأمر كل هذا العناء !
الأم : أي عناء ياابنتي الذي تتكلمين عنه ؟
يسرى : لا شئ لا شئ وداعا ً !
خرجت يسرى مسرعة متناسية ً إفطارها والوقت يمضي
ويمضي ويسرى على أمل أن والدتها ستأتي سيرا ً لتناولها
ماتناسته !!
ولكن ........... ؟
عادت يُسرى إلى المنزل وأغلقت الباب بكل قوة , لم تلقي السلام
كما هو المُعتاد وبدأت تصرخ (نعم) لقد تأكدت الآن وقطعت الشك باليقين
أنتِ لاتحبينني كما تحبين أخي ياسر , فعندما نسي إفطاره ركضتي مسرعة نحوه
لتناوليه إياه , أما أنا ابنة الجارة التي لم تعني لك شيئا ً لم تفكري بها !
الأم : ياابنتي مالذي تتفوهين به هداك الله أنا أحبكم جميعا ً ولم أذهب الى مدرسة أخيك
بل ناولته إياه وهو أسفل المنزل !
شعرت بالخجل يسرى وأحبّت أن تداري سوء فعلتها قائلة
لقد تضورت جوعاً اليوم .... وبدأت بالبكاء
قبّلتها على رأسها وقالت لها لا داعي لكل ذلك الآن مائدة الغذاء سترحب بك بعد قليل بعدما
تبدلين ثيابك ..
ومضى اليوم بسلام بحكمة الأم وتداركها للموقف , ولكن الغيرة المُشتعلة لم تنطفئ بعد في نفس يسرى
وأعادت فعلتها صباح اليوم الثاني !!
وبينما أستاذة المادة تلقي درسها طُرق باب الفصل وأستأذنت أم يسرى للدخول
رحبت بها الأستاذة مبتسمة , ناولت الأم ابنتها الإفطار واعتذرت عن المُقاطعة ..
شعرت يسرى بالخجل لفشل معتقداتها وبغباء الموقف الذي وضعت
نفسها فيه , عادت يسرى إلى المنزل بعد الإنصراف والسكون يعم المكان.
يسرى : السلام عليكم بصوت ٍ مرتفع ولكن لم يكن أحد هناك ليجيب !
دخلت غرفة ياسر وسألته , أين أمي ؟؟
أجاب ياسر : أمي مريضة أصيبت بلفحة من البرد وهي الآن في المشفى بصحبة والدي
ترقرقت عينا يسرى بالدموع وأحست أن حماقتها سبباً في كل ذلك !
عادت الأم إلى المنزل وأرتمت يسرى على حجرهـا باكية ً
سامحيني ياأمي فأنا أحبك ..
\
\
نعم في قرارة أنفسنا نحبهم ..
نعم في قرارة أنفسنا نعلم أنها مجرد شكوك لا صحة لها
ولكننا نصنع التفرقة بيننا وبين اخوتنا
ونُعامل ونتعامل بعد ذلك على أساس صنعنا المزعوم!!

\
\
لم َ لا نبني حواجز الحوار والتفاهم بدلا ً من أن نهدمها بتصرفاتنا وأفعالنا ؟؟
ختاماً ينبغي علينا وإن بدت تصرفات والدينا في صالح طرف عن الآخر
أن لا نجعل كلمة ( إش مِعْنَى ! ) تهدم كل مَعْنَى من معاني الحب والأخوة والترابط ..
فالمحبة شاملة الجميع ولكن نحن الأبناء الذين نصنع تفاوت المعزة سواء
بالبر أو بالعقوق !!




ختامها سلآم ..

 

 

الشدائد هي الإختبار الحقيقي لأخلاقيات الناس / ففيها يظهر الطبع و , يتلاشى التطّبع .. !! :)

 


التعديل الأخير تم بواسطة عندما يتكلم الصمت ; 11-12-2008 الساعة 06:50 PM.
عندما يتكلم الصمت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس