بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دار بين و بين الفراغِ حديث بِتُ أخاطبه و يا خاطبني لا أعلم لماذا استوقفني هذا الفراغ القاتل و لا أعلم لماذا توقفت له ولكنني وقفت و قلت له:
- يا أيها الفراغ, ماذا تريد.
نظر إلى يا و تعابيرالحزن على محياه و قال:
- لماذا يا فهد.
وقفت لوهلة مستغرباً متأملاً في كلامه تملأ عيني الدهشة ثم قلت:
- لماذا !؟ ماذا تعني.
نظر إلى يا بغضب وقال:
- لماذا قتلتني و أدعيت بأني القاتل.
ضحكت من غضبه و قلت بكل برود:
- هههههه على رسلك و لماذا الاستغراب أو لم تقتلني بمجيئك.
عاود تلك النظرة الحزينة و قال:
- و كيف أكون القاتل و أنا المقتول! كيف قتلتك؟
و بكل ثقة أجاوبه :
- ببساطة بشيئين فقط لا غير وقتي ذهبَ سودا بعد مجيئك و نفس أصابها الملل منك.
تعجب مما قلت و قال:
- يا عجيبي تفعل كل هذا و ترميني به أنا مجرد وقت و الذي قتلك حقا هو أنت.
بكل هدوء قلت:
- كيف.
و بكل حكمة أجابني فقال:
- أنا أظل كم أنا معك و مع غيرك لماذا لا يشعر الآخرون بالملل و ضياع الوقت بينما أنت تشعر بذالك ؟
بدأت أستشعر كلامه و أتيقن بأن في كلامي شيء من الخطأ و أحببت أن أعرفه منه فأجبته :
- لا أفهم ماذا تقصد وضح لي أكثر .
فقال لي:
- لأن الآخرين لا يشغلهم الكسل كم يشغلك بل ينظمون أوقاتهم فمنهم من يذهب للرياضة و منهم من يذهب للدورات وغيرها الكثير بينما أنت تظل مستلقين على فراشك تنتظر الفصل القادم.
تأملت كثيرا في كلامه و قلت له.
- أيها الوقت نعم لن أناديك بالفراغ بعد الآن فالفراغ لا يمثلك بل يمثلني , أنا هو الفراغ القاتل شكرا لك .
أخيراً
لو تأملنا قليلا في كل شيء يزعجنا أو يضرنا لوجدنا أننا المتسبب الأول و أننا نقتل أنفسنا بأنفسنا
صدق من قال:
" عدونا أنفسنا أولا فل نتداعى على إصلاحها"
و السلام خير الختام.