ريح مخك قليلا مع هذه القصة القصيرة واشرب كافي عشان تسترخي مضبوط
شاب مغرور يتحدى أمه !
دخلت الأم على ابنها سامي ، المفتون بالغرب، والذي يستعد للسفر إلى بريطانيا لدراسةالماجستير في الهندسة الكيميائية فرأته محتاراً فسألته عن سبب حيرته فقالأنه استلم ملخصاً لبرنامج الدراسة من الجامعة البريطانية ولكنه وجد صعوبةفي فهمه وأنه أمضى ساعات طويلة للبحث في القواميس وما تزال بعض الكلمات غير مفهومة فحاولت الأم مساعدته فقال لها:
يا أمي البرنامج مكتوب باللغة الإنجليزية ورغم أني متمكن من اللغة الإنجليزية إلا أنني لم أفهمه لأنه يحوي مصطلحات علمية معقدة ومتقدمة جداً.
فقالت:
دعني أراه !
فقهقه سامي بصوت عال ٍ وقال:
وماذا ستفعلين به وأنتِ بالكاد تعرفين قراءة الإنجليزية فضلاً عن المصطلحات العلمية المعقدة !
أخذت الأم البرنامج وحاولت قراءته ثم قالت :
الأمر سهل يا سامي، ستدرس في البرنامج علم الجبر وعلم اللوغاريتمات للرياضيات وبرمجة الكمبيوتر وستدرس في الكيمياء القلويات وعدد من العناصر كالزرقون والبراق والزرنيخ وغيرها . وهناك تنبيه على ما يبدو لقراءة مجلة الكيمياء لمعرفة المخاطر .
وهناك أيضا رحلة إلى مخازن الترسانة بمنطقة جبل طارق البريطانية لأجل القيام بالمعايرة . والتكلفة مجانية (صفر)
ذهل سامي وصرخ :
غير معقول ؟ لا أصدق أبداً ! أكاد أجن ! كيف عرفت كل هذا ؟
فقالت الأم بهدوء:
لأن هذه المصطلحات العلمية ليست إنجليزية بل عربية الأصل ونحن المسلمون من طور هذه العلوم منذ مئات السنين.
فقال سامي:
مستحيل !
ثم ذهب إلى عدد من القواميس الغربية المعروفة كقاموس Oxford , وقاموس Merriam Webster وغيرها وصعق حين أكدت جميع القواميس أن هذه المصطلحات العلمية المتقدمة من أصل عربي :
قالت الأم : لماذا الاستغراب يا سامي، ألا تعلم أن الحضارة الغربية قامت على الحضارةالإسلامية ! حين فتح المسلمون الأندلس نشروا العدل وأصلحوا البلاد ونقلوا سائر العلوم كالكيمياء والرياضيات والفلك والطب وغيرها إلى أوروبا وكانت غارقة حينها في ظلمات الجهل والظلم فدبت الحياة فيها وانتشر العلم وتقدمتبلادهم علميا وصناعيا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم!
أعلمه الرماية كل يوم .. فلما اشتد ساعده رماني
فما كان من الغرب الغادر المجرم إلا أن غزا المسلمين واحتل بلادهم وقتلهم شر قتله وسلب بلادهم شر سلب واضطهدهم أيما اضطهاد حتى أرجعهم قرونا إلى الوراء. وبعد غزوهم العسكري سلط الغرب عليهم غزوه الفكري طوعا او كرها ليمنعوهم من النهوض واستعادة المجد ويقضوا على الأمل في رجوع حضارتهم ويشغلوهم ويهلكوهم في سعير الفواحش.
وحين سافر سامي إلى بريطانيا كان هذه المرة رافعاً رأسه معتزاً بهويته عازماًعلى أخذ العلوم التي أسسها أجداده المسلمون ليعود مجدهم كما كان ،،،
من بريدي