،’
طِفِل يَلعَب عَلى شَاطِئ البَحر ...~
تعثَّر أثنَاء مَشيهِ بِسببِ قنينِةُ مَاءٍ قَديمَة ..~
بَكـــى ... وَاستَشــاطَ غَضَبًا فَـ أمْسك بـِها ومِن ثُمَّ رَمَاها فِي البَحرِ انتقامًا منْها ...~
تَقاذفَتْ أمْواجُ البحرِ وَ قنينةُ المَاءِ تُقاومُ بين ثورانِ أمْواجِها المُتَلاطِمة ...~
إلى أنْ استَقرَّت فِي قَاع البَحر ..~
}}~ فَجْأة ...!!
تكسَّرت القنِينة مُعلنةً ظُهُورُ قبيِلةٌ عَريقة مِن الرِّمَــال ..~
خَرجَت حبَّاتُ الرَّملِ مِن القَنينًة ...
الكُل خَائِف ..!!!
لا يَعلم كلُ فردٍ مِنهُم مَالذي قَد يَحصلُ لًه ..؟؟
فَـ أُجبِرت حَبَّةُ رَملٍ صَغيرة عَلى البَحثِ عنْ مأوىً آآآآخَر ..~
فـَ مَضتْ قُدمًا للأمَام بـِ كُلِّ أمَل ..~
وَ ترَكت الآخَرينَ فِي إحدَى المَمَّرات الضَّيقَة للبَحثِ عنْ مَلجأٍ آآخَر ..!
خَرجت حَبَّةُ الرَّملِ .. تُعاصُر ضَغطُ المَاءِ وَ جُيوشُ الكَائناتُ المُفترسة ...~
مَاهِي إلا لَحظَات حتَّى تَجدُ أمَامَها إخْطبُوطٍ كَبيرٍ فَـ }}~ صَرَخت بَاكيَةً ..!!
وَ رَكَضَت مُسرِعةً لـِ تَختبِئ مِنهُ خَلفَ صَخرة جبَّارة ..~
ثُوينَات .. وَتسْمعُ مِن خَلفها صَوت جَهُور يَصدَحُ بينَ المُحيطَاتِ ...!!!!
}}~ مَالذِّي جَعلكِ تُيقِضِيني مِن نَومِي الآنْ ..؟!
نَظَرَت حَبَّةُ الرَّملِ للخلفِ بِـ كُلَّ خَوفِ وتَوترٍ قاتِل ..!
تَوقفَت ...!!!
لـِ تتَأمَّل هَذا الجَمَادِ الشًّامِخِ بـِ ارتِعَاشٍ شَديد ..~
فـَ بَدأت بـِ البُكـَــــاء .. واسْتمَرَّت بـِ الإرتِعَــاش ِ...~
ولاتَزالُ تبكِي حتَّى رَأت كَائنًا آآخَر ...~
((مٌرْجانةً رَقيقةٌ .. يَظهرُ عليها الأنوثةُ والحِكمَة ))..~
تُخبَرهَا وَ تُطمئنها .. لا تَخافي أبدًا .. ولاتغتَرِّي بـِ صَوتِه المُخِيف ..!
إنَّهُ طيِّبُ القَلبِ مِثلُكِ ياعَزيزَتِي ..~
فَـ خَجِلَ الجَمادُ منْ تَصرُّفِهِ وًصَمَت ..~
وَفِي هَذهِ الأثنًــاء ... }}~ صَمتَت حَبَّةُ الرَّملِ وَ خيَّمَ الهُدوءِ قـَــاعُ البَحرِ لـِ ثَوانِي ..~
فـَ بَادرَت المُرْجَانة بـِ التَّحدُثِ قائلَةً : مَابكِ غَاليتِي تااااائهةُ تَحتَ أعْمــَاقِ البَحر ..؟!
فَـ أجَابت: إنَّنِي أبْحثُ عَن قنَينةُ جَديدة لـِ آآوِي بِه قَبيلتِي ..~
فَـَ أجَابتها قائلةً : إذاً.. لِمَا الحُزُنُ يَملؤ عَيناكِ عَزيزتِي ..؟!
فـَ نظرَت حَبَّةُ الرَّملِ بـِ براءةٍ وقالَت ...
آآآآآآآآه ..~
أنَـا حَبةُ رَملٍ تَواجَدتُ فَي قبيلةٍ ظَالمَة ..!!
خَرجتُ مِن قنِينةُ ماءٍ كُسِرَت وَ تنَاثرت بَقايَاها بين سَراديبُ هَذا البحرُ العَمِيق ..~
فَـ أنا وُلدتُ فِي هَذهِ الحَياةُ حَزينةً وَ تَائهَةً هَكَـــذا .. !
تُواجِهُنِي مُشْكلةٌ تلَو آخْرَى .. ضُغوطُ الحَياةِ تُهْلِكُــــنِي وَ تجْتهدُ لـِ تُقضِي عَلى مَاتبَقَّى مِنِّي ..!!
لا أجِدُ إلاَّ عَواقِبٌ ظَــالِمَــة بِسببُ أخْطاءُ غيْري ..!
هٌم يُخطِــــؤن وَ أنَــا أُلُآم ..!
وَ لَكِنْ ...!!
مَا ذَنبِي أنا ..؟؟!!
مَنْ يَشعرُ بِي أوْ حتَّى يُحَدِّثنِي ...؟!!
مَنْ يتَألَّمٌ لألَمِي أوْ يَستَمِعُ إليّ ..؟!
أحَاوِلُ إِسْعادُ غَيري دُونَ الإكتِرَاثُ بِـ مَشَاعِرِي ..!
أُخْفِــــي أحْزَانِي لأُرِيحُ غَيرِي ..~
أرَى الظُلُمُ يَقَـــعُ عَلي وَلاَ اسْتَطيعُ التَّحدُثُ بِمَا فِي دَاخِلِي ..!!
كُلُ مَا أمْلكُه هِي وَرَقةُ بَيضَـــــاء إسْوَدَّتْ لـِ كُثرةِ أحْزانِي وَ قلَم .. لـِ اَكتبُ فِيهِ مَا لا أبُوحُهُ لـِ غَيرِي ... ~
فَإنْ تحَدثتُ بـِ شَيءٍ فـِ مَصيرُ حَيَاتِي }}~ المَوت ..!
تَألمَت المُرجَانَة وَقالَت فِي حُزنٍ شَديدٍ وَ تَلَعثُمٍ منْ هَولِ مَا سَمِعت ..!!
وَلكِنَّكِ .... صَغيرَةٌ جِدًا .. أنْتِ ..! ألهَذهِ الدَّرجَةِ تُعَانِين يَا صَغِيرَتِي ..؟؟!!
فَـ أجَابَتْهَا قائلةً : الألَمُ لا يَعرفُ صَغيرًا أو كَبيرًا .. يَجتاحُكِ فـِ يتَملَّكُكِ ولا يَترُكُكِ إلاَّ وَقد هَرمْتِ ..!
يَأكُلكِ قِطعةً قطعةً .. دُونَ التَّفكيرُ بِكِ بَتاتًا ..!
حِينَهَا : أُجْهِشَ الجَمَادُ الشَّامخُ بـِ البُكَـــاء ..!!
فَـ قَالت المُرجانَةُ لـِ حبَّةُ الرَّمْلِ : اصبِرِي وَ ثِقِي بـِ الله ِ كثيرًا ولا تيأسِي غَالِيتِي ..~
وَ اجْعَلِي حَيَاتُكِ مَليئَة بَـ الشَغَفِ لِلحَيَاةِ وَ مَحبَّتَهَا ..~
فَـ بَادَرت حَبَّةُ الرَّملِ مُتَأسَّفَةً عَلى مَاقالتُهُ مِنْ أحزانٍ لَهُمَا .. وَ هَمَّت أنْ تُغَادِرَهُما ..~
}}~ وَ فجأة ..!!
رَأتْ حَبَّةُ الرَّملِ قنَينةُ مَاءٍ أمَامَهَا ..!
سُعِدَت كثيرًا وَ تَطَايَرَت الدُّمُوعُ مِن عَينَاها فَرحًا فـِ أخْبرَت قبَيلتَها بـِ الخَبرِ السَّارِ .. ~
وَ عَادَتْ حَبَّةُ الرَّمْلِ أدراجُ حَياتِها البَّائِسَة لـِ تَحَيَا قِصَصٌ وَآلآلآمٍ جَديدَة ...
لـِ تَمُوت مٌجدَّدًا ..~
وَ لا نَعلَم .. أهُنَاك مَن يَحْيَا وَيتجَرَّعُ الآلآمِ مِثلُ هَذهِ الحَبَّة ..؟!!
أوْ لاَ ..؟!
،’
/
بِقَلَمِــــــــي ..~
،’