
أجدتِ أختي في طرحك لهذا الموضوع ... ولهذا يجب على الجميع أن يقوموا بإيضاح الأمور التي خاض فيها الجاهل وتكلم فيها السفيه ودعى لها من ليس أهلاً لذلك ... كأمور الإختلاط والخلوة والحجاب ومايسمى بالغناء الإسلامي وهو أبعد مايكون عنه وغيرها من الأمور المبتدعة في هذا العصر ...
فكما ذكرت سابقاً في إحدى المواضيع بأن المشكلة تكمن في تتبع الرخص وقراءة أراء المذاهب الأربعة ( الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية ) ويبدأ المرء بإستفتاء نفسه أو مايطلقوا عليه العوام ( إستفتي قلبك ) وطبعاً في غالب الأمر يكون القلب خاوياً من أبسط العلوم الشرعية >>> فكيف يستطيع وزن الأمور وكيف يستطيع معرفة أقوال الرجال السابقين حول هذه المسألة ووو ...
ولهذا نجد بأنه في نهاية الأمر يأخذ يهواه وربما تتبع الرخص في ذلك ... قال تعالى { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ } سورة القصص 50 ...
وقوله تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ( 36 ) } سورة الأحزاب
ولهذا يجب على المرء أن يرجع لأهل العلم الثقات وإستفتائهم والسماع لهم وقراءة ماتضمنته كتبهم ... وقراءة ردود العلماء على شبهات المضلين في هذا الباب حتى لايتخطف قلبك عند أول شبهة ...
ويقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله ، إن الإنسان إذا أصيب بمرض ذهب يبحث عن أوثق الأطباء وأعلمهم ليقينه بأنه أقرب إلى الصواب من غيره ،وأمور الدين أولى بالاحتياط من أمور الدنيا والواجب على المسلم إتباع الدليل ، لأن أقوال العلماء يستعان بها على فهم الأدلة وإذا كان المسلم ليس عنده من العلم ما يستطيع به الترجيح بين أقوال العلماء ، فعليه أن يسأل أهل العلم الذين يوثق بعلمهم ودينهم ويعمل بما يفتونه به ، قال الله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) الأنبياء/43 . فإذا اختلفت أقوالهم فإنه يتبع منهم الأوثق والأعلم ، ولا يجوز للمسلم أن يأخذ من أقوال العلماء ما يوافق هواه ولو خالف الدليل ، ولا أن يستفتي من يرى أنهم يتساهلون في الفتوى .بل عليه أن يحتاط لدينه فيسأل من أهل العلم من هو أكثر علماً ، وأشد خشية لله تعالى .ثم يقول رحمه الله ، وهل يليق بالمسلم أن يحتاط لبدنه ويذهب إلى أمهر الأطباء مهما كان بعيدا ، وينفق على ذلك الكثير من الأموال ، ثم يتهاون في أمر دينه ؟! ولا يكون له هَمٌّ إلا أن يتبع هواه ويأخذ بأسهل فتوى ولو خالفت الحق ؟! بل إن من الناس – والعياذ بالله – من يسأل عالماً ، فإذا لم توافق فتواه هواه سأل آخر ، وهكذا حتى يصل إلى شخص يفتيه بما يهوى وما يريد !! ولهذا قال العلماء : من تتبع ما اختلف فيه العلماء ، وأخذ بالرخص من أقاويلهم ، تزندق ، أو كاد .اهـ . إغاثة اللهفان 1/228 . والزندقة هي النفاق .
ونسأل الله أن لايجعلنا مِن مَن قال فيهم { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله } .
ومما يحزن القلب أن نجد من هم من جلدتنا من يثيرون الشبهات للعوام حول مسائل قد إتفقوا عليها السلف الصالح من الأمة ... فيبدأ هو بنخر هذه الأمور وتضعيف الصحيح وتصحيح الضعيف والأخذ بالآراء الهزيلة فيلبس على العوام أمور دينهم ...
فنسأل الله جل في علاه أن يحينا مسلمين وأن يتوفنا مسلمين وأن يقبضنا إليه غير مفتونين ... فإن أكبر المصائب أن نفتن في ديننا وأن نبتدع أمور هي خارج هذا الدين ... فنسأل الله السلامة والعافية ...
وبالله التوفيق ...